شعر حب وغرام 2014 , اجمل اشعار الحب والغرام جديدة 2015
ابن العريف
شربت بكـأس الحب من جوهر الحــب .. رحيقـا بكـف العقـل، في روضـة الحبِّ
وخامر ماء الروح فاهتزت القــوى .. قوى النفس شوقا، وارتياحا إلى الربِّ
ونادى حنينا، بالأنيـن حنينهـــا .. إلهـي إلهـي مــن لعبــدك بالقُــربِ
فخــاطبـه وحيـا إليـه مليكـــه .. سأكشف يا عبدي لعينيــك عـن حجبــي
فأعلـن بالتسبيح: مثلك لم أجــد .. تعاليـت عن كفـؤ يكافيـك، أو صحــبِ
أجول ببعضي فــوق بعـضي كأننــي .. ببعضـي، لبعضـي كالنجائـب والركــبِ
فخذ بزمام الشــوق مني تعطفـــا .. إليــك، ولا تسلـم زمامــي إلى لبـّي
لعلــيَّ أسقــى، ثم أسقاه دائمـا .. رحيقا بكـف العقــل من جوهـر الحـبِّ
-محب مجهول-
قدم الليل عند سير النهار .. وبدا البدر مثل نصف السوارِ
فكأن النهار صفحة خد .. وكأن الظلام خط عذارِ
وكأن الكؤوس جامد ماء .. وكأن المدام ذائب نارِ
نظري قد جنى علي ذنوبا .. كيف مما جنته عيني اعتذاري
يا لقومي تعجبوا من غزال .. حائر في محبتي وهو جاري
ليت لو كان لي إليه سبيل .. فأقضي من الهوى أوطاري
زينب المرية
يا أيها الراكب الغادي لطيته .. عرّج أنبّئك عن بعض الذي أجدُ
ما عالج الناس من وجد تضمنهم .. إلا ووجدي بهم فوق الذي وجدوا
حسبي رضاه، وأني في مسرته ..وودّه، آخرَ الأيام أجتهدُ
أم الكرم
يا معشر الناس ألا فاعجبوا .. مما جنته لوعة الحبِّ
لولاه لم ينزل ببدر الدجى .. من أفقه العلويِّ للترْبِ
حسبي بمن أهواه لو أنه .. فارقني، تابعه قلبي
ولادة بنت المستكفي
ترقب إذا جنَّ الظلام زيارتي .. فإني رأيت الليل أكتمَ للسرِّ
وبي منك ما لو كان بالشمس لم تلح .. وبالبدر، لم يطلع وبالليل لم يسرِ
ابن زيدون
ودّع الصبر محبٌّ ودّعك .. ذائع من سرّهِ ما استودعك
يقرع السِّنَّ على أن لم يكن .. زاد في تلك الخطى إذا شيّعك
يا أخا البدر سناءً وسنا .. حفظ الله زمانا أرجعك
إن يطل بعدك ليلي فلكم .. بت أشكو قِصرَ الليل معك
-محب مجهول-
أحبتنا إني بلغت مؤملي .. وساعدني دهري، وواصلني حُبي
وجاء يهنيني البشير بوصله .. فأعطيته نفسي، وزدت له قلبي
ولادة بنت المستكفي
ألا هل لنا من بعد هذا التفرقِ .. سبيل، فيشكو كل صبٍّ بما لقي
وقد كنتُ أوقات التزاور في الشتا .. أبيت على جمر من الشوق محرقِ
فكيف وقد أمسبت في حال قطعة .. لقد عجّل المقدور ما كنت أتقي
تمر الليالي لا أرى البين ينقضي .. ولا الصبر من رِقِّ التشوق معتقي
سقى الله أرضا قد غدت لك منزلا .. بكل سكوب هاطل الوبل مغدقِ
ابن زيدون
لحى الله يوما لست فيه بملتقي .. محيّاكِ من أجل النوى والتفرقِ
وكيف يطيب العيش دون مسرّةٍ .. وأي سرور للكئيب المؤرّقِ
ابن زيدون
أنى أضيّع عهدك؟ .. أم كيف أخلف وعدك؟
وقد رأتك الأماني .. رضىً، فلم تتعدّك
يا ليت ما لك عندي .. من الهوى لي عندك
فطال ليلك بعدي .. كطول ليليَ بعدك
سلني حياتي أهبها .. فلست أملك ردّك
الدهر عبديَ لما .. أصبحت في الحب عبدك
ابن زيدون
أنتِ معنى الضنى، وسر الدموعِ .. وسبيل الهوى، وقصد الولوعِ
أنتِ والشمس ضرتان ولكن .. لك عند الغروب فضل الطلوعِ
ليس بالمؤيسي تكلفكِ العَتبَ .. دلالا، من الرضى المطبوعِ
إنما أنتِ، والحسود معنّى .. كوكب، يستقيم بعد الرجوعِ
ابن زيدون
أأسلب من وصالكِ ما كسيتُ؟ .. وأُعزل عن رضاك، وقد وليتُ؟
وكيف وفي سبيل هواك طوعا .. لقيت من المكاره ما لقيتُ؟
أُسرُّ عليك عتبا ليس يبقى .. وأضمر فيكِ غيظا لا يبيتُ
وما ردي على الواشين إلا: .. رضيت بجور مالكتي، رضيتُ
ابن زيدون
أيوحشني الزمان وأنتِ أُنسي؟ .. ويظلم لي النهار وأنتِ شمسي؟
وأغرس في محبتك الأماني .. فأجني الموت من ثمرات غرسي؟
لقد جازيتَ غدرا عن وفائي .. وبعتَ مودتي، ظلما، ببخسِ
ولو أن الزمان أطاع حكمي .. فديتكَ من مكارهه بنفسي
ابن زيدون
بيني وبينك ما لو شئت لم يضعِ .. سرٌّ إذا ذاعت الأسرار، لم يذعِ
يا بائعا حظه مني ولو بُذلت .. لي الحياة بحظي منه، لم أبعِ
يكفيك أنك إن حمّلتَ قلبيَ ما .. لم تستطعه قلوب الناس، يستطعِ
تِهْ أحتملْ، واستطل أصبرْ، وعزَّ أهُن .. وولِّ أُقبل، وقُل أَسمَع، ومُر أُطعِ
ابن زيدون
إني ذكرتكِ بالزهراء مشتاقا .. والأفق طلقٌ، ومرأى الأرضِ قد راقا
وللنسيم اعتلال في أصائله .. كأنه رقَّ لي، فاعتلَّ إشفاقا
والروض، عن مائه الفضي مبتسم .. كما شققت عن اللبّات أطواقا
يومٌ، كأيام لذات لنا انصرمت .. بتنا لها، حين نام الدهر، سُرّاقا
نلهو لما يستميل العين من زَهَرٍ .. جال الندى فيه، حتى مال أعناقا
كأن أعينه، إذا عاينت أرقي .. بكت لما بي، فجال الدمع رقراقا
وردٌ تألّق في ضاحي منابته .. فازداد منه الضحى، في العين إشراقا
سرى ينافحه نيلوفر عبقٌ .. وسنانُ، نبّهَ منه الصبح أحداقا
كلٌّ يهيج لنا ذكرى تشوقنا .. إليكِ، لم يَعْدُ عنها الصدر أن ضاقا
لا سكّن الله قلبا عقّ ذكركمُ .. فلم يطر، بجناح الشوقِ، خفاقا
لو شاء حملي نسيم الصبح حين سرى .. وافاكمُ بفتى أضناه ما لاقى
لو كان وفّى المنى في جمعنا بكمُ .. لكان من أكرم الأيام أخلاقا
يا علقي الأخطرَ، الأسنى، الحبيبَ إلى .. نفسي، إذا ما اقتنى الأحباب أعلاقا
كان التجاري بمحض الودِّ مذ زمنٍ .. ميدان أُنسٍ، جرينا فيه أطلاقا
فالآن أحمد ما كنا لعهدكم .. سلوتمُ، وبقينا نحن عشاقا
ابن زيدون
غريبٌ بأرض الشرق يشكو للصبا .. تَحَمّلها منهُ السلام إلى الغربِ
وما ضر أنفاس الصبا في احتمالها .. سلام هوى، يهديه جسمٌ إلى قلبِ
حفصة بن الحاج
أغار عليك من عينَي رقيبي .. ومنكَ، ومن زمانك والمكانِ
ولو أنّي وضعتك في عيوني .. إلى يوم القيامة ما كفاني
حفصة بنت الحاج
أزوركَ؟ أم تزور؟ فإن قلبي .. إلى ما تشتهي أبدا يميلُ
وقد أُمِّنْتَ أن تظمى وتضحى .. إذا وافى إليَّ بك القبولُ
فثغري موردٌ عذبٌ زلالٌ .. وفرع ذؤابتي، ظلٌ ظليلُ
فعجِّل بالجواب فما جميلٌ .. أناتك عن “بثينةَ” يا “جميلُ”
حفصة بين الحاج
ثنائي على تلك الثنايا لأنني .. أقولُ على علمٍ، وأنطقُ عن خُبْرِ
وأنصفها -لا أكذبُ اللهَ- إنني .. رشفت بها ريقا، أرقَّ من الخمرِ
أحمد شوقي
سجا الليل حتى هاج لي الشعر والهوى .. وما البيد إلا الليل والشعر، والحبُّ
ملأتَ سماء البيد عشقا وأرضها .. وحُمِّلتُ وحدي ذلك العشق يا ربُّ
أبو نواس
والله ما طلعت شمس ولا غابت .. إلا وذكرك متروك بأنفاسي
ولا شربت لذيذ الماء من ظمأ .. إلا وجدت منك في الكاسِ
ولا جلست إلى قوم أحدثهم .. إلا وكنت حديثي بين جلاسي
أبو نواس
حوراء لو أبصرتَ يوما وجهها .. لحسبت أن البدر بين الناسِ
فكأنها خلقت، وحول عيونها .. خلق الجمال مسيّجا بالآسِ
ابن زيدون
أغائبة عني؟ وحاضرة معي؟ .. أناديكِ -لما عيل صبري- فاسمعي
أفي الحق أن أشقى بحبك أو أُرى ..حريقا بأنفاسي، غريقا بأدمُعي؟
ألا عطفةٌ تحيا بها نفس عاشقٍ .. جعلتِ الردى منه بمرأى، ومسمعِ
صليني بعض الوصل حتى تبيّني .. حقيقة حالي، ثم ما شئت فاصنعي
الأمير عبدالله الفيصل
قلبي وطرفي على قتلي قد اتفقا .. واحيرتاه، فما لي في الحياة بقا
قد أورثاني عشقا لست أحمله .. وأورثا مهجتني التسهيد والأرقا
فإن أتيتُ إلى قلبي أعاتبه .. ألقاه في غمرات الحب محترقا
وإن أتيتُ إلى طرفي أحاسبه .. أخشى، وحق الهوى، من مدمعي الغرقا
ناديت قاضي الهوى: بالله خذ بيدي .. إن رمت لله فعل الخير والصدقا
أشكو الغرام إليكم، فاقبلوا شغفي .. ولو شكوت لصخر، رقَّ واحترقا
فقال: والله لا يقضي لكم أحدٌ .. قلبٌ، وطرفٌ، هما للعشق قد خُلقا
قيس بن الملوّح
كتبت وقلبي، يشهد الله، عندكم .. ولو أنني طير لكنت أطيرُ
وكيف يطير المرء من غير أجنحٍ؟ .. ولكنَّ قلب المستهام يطيرُ
محب مجهول
لم أعد أدري إلى أين أذهبُ .. كلَّ يومٍ أحسُّ أنك أقربْ
كلَّ يومٍ يصير وجهك جزءا .. من حياتي، ويصبح العمر أخصبْ
وتصير الأشكال أجمل شكلا .. وتصير الأشياء أحلى وأطيبْ
قد تسرّبتَ في مسامات جلدي .. مثلما قطرة الندى تتسرّبْ
اعتيادي على فراقك صعبٌ .. واعتيادي على حضورك أصعبْ
كما أنا، كم أنا أحبّكِ، حتى .. إنَّ نفسي من نفسها تتعجبْ
يسكن الشعر في حدائق عينكِ .. فلولا عيناكِ، لا شعر يكتبْ
ابن الرومي
أعانقها، والنفس بعد مشوقةٌ .. إليها، وهل بعد العناقِ تدانِ؟
وألثم فاها كي تزول حرارتي .. فيشتدّ ما ألقى من الهيمانِ
وما كان مقدار الذي بي من الهوى .. لِيَشفيه ما قد تلثم الشفتانِ
كأن فؤادي ليس يشفي غليلهُ .. سوى أن يرى الروحين يمتزجانِ
الأمير عبدالله الفيصل
من أجل عينيكِ عشقت الهوى .. بعد زمان كنت فيه الخليّ
وأصبحتْ عينيَ بعد الكرى .. تقول للتسهيد لا ترحلِ
يا فاتنا، لولاه ماهزني .. وجدٌ، ولا طعم الهوى طاب لي
هذا فؤادي فامتلك أمرهُ .. واظلمه إن أحببتَ، أو فاعدلِ
الياس أيوب
سموتُ إلى دار الحبيبة ليلةً .. تساقط فيها الثلج، والجو زمجرا
بُعَيدَ غيابٍ دام شهرا حسبتهُ .. سنينا بعمر العاشقين وأكثرا
ولما بلغت الدار، قبَّلتُ بابها .. وجدرانها، من بعد تقبيلي الثرى
فلما تلاقينا، دهشت لأنني .. رأيت بليلى الخدَّ كالورد أحمرا
فقلت: شربت الخمر قبل وصولنا؟ .. فقالت: معاذ الله ذلك ما جرى
ولكنني لما عرفتك آتيا .. وموعدنا المعهودُ باتَ مُؤخّرا
وقفت على الشباك والبرد قارس .. فورّدَ ذاك البرد خدي كما ترى
شمس الدين التلمساني
لا تُخفِ ما فعلت بك الأشواقُ .. واشرح هواك فكلنا عشاقُ
قد كان يخفى الحبُّ لولا دمعك .. الجاري ولولا قلبك الخفّاقُ
فعسى يعينك من شكوت له الهوى .. في حمله، فالعاشقون رفاقُ
لا تجزعنَّ فلست أوّلَ مُغرمٍ .. فتكت به الوجنات والأحداقُ
فاصبر على هجر الحبيب فربما .. عاد الوصال، وللهوى أخلاقُ
-> هنا موضوع ذات علاقة :- شعر حب
إيليا أبو ماضي
عذّبي ما شئتِ روحي عذبي .. فعذاب الحبِّ أسمى مطلبي
وازرعيه في فؤادي مثلما .. يزرع الكرّامُ غرس العنبِ
واقطفي حباتِ قلبي حبّةً .. حبّةً، ثم اعصريها واشربي
كلمات الحب، أنغام السما .. أنزلتها روح عيسى، والنبي
محب مجهول
رضاكِ خير من الدنيا وما فيها .. وأنتِ للنفس أشهى من تمنّيها
الله يعلم أن الروح قد تلفت .. شوقا إليكِ، ولكنّي أُمنّيها
ونظرة منك يا سؤلي ويا أملي .. أشهى إليّ من الدنيا وما فيها
إني وقفت بباب الدار أسألها .. عن الحبيب الذي قد كان لي فيها
فما وجدت بها طيفا يكلمني .. سوى نواح حمامٍ في أعاليها
يا دارُ، أين أحبائي لقد رحلوا .. ويا ترى أيَّ أرضٍ خيّموا فيها؟
قالت: قُبيل العشا شدّوا رواحلهم .. وخلّفوني على الأطناب أبكيها
لحقتهم فاستجابوا لي فقلت لهم: .. إني عُبيدٌ لهذي العيس أحميها
قالوا: أتحمي جِمالا لست تعرفها؟ .. فقلت: أحمي جِمالا سادتي فيها
قالوا: ونحن بوادٍ ما به عشبٌ .. ولا طعام ولا ماء فنسقيها
خلّوا جمالكم يرعون في كبِدي .. لعلّ في كبدي تنمو مراعيها
روح المحبِّ على الأحكام صابرةٌ .. لعلّ مُسقِمها يوما يدوايها
لا يعرف الشوق إلا من يكابده .. ولا الصبابة إلا من يعانيها
لا يسهر الليل إلا من به ألمٌ .. لا تحرق النار إلا رِجلَ واطيها
جميل بثينة
أرى كلّ معشوقين غيري وغيرها .. يلذّان في الدنيا ويغتبطانِ
وأمشي، وتمشي في البلاد كأننا .. أسيران للأعداء مرتهنانِ
أصلّي فأبكي في الصلاة لذكرها .. لي الويل مما يكتبُ الملكانِ
ضمنت لها أن لا أهيم بغيرها .. وقد وثقت مني بغير ضمانِ
ألا يا عباد اللهِ قوموا لتسمعوا .. خصومة معشوقين يختصمانِ
وفي كل عامٍ يستجدانِ مرةً .. عتابا وهجرا، ثم يصطلحانِ
أبو فراس الحمداني
أراك عصيّ الدمعِ شيمتكَ الصبرُ .. أما للهوى نهيٌ عليك ولا أمرُ؟
بلى، أنا مشتاق، وعندي لوعةٌ .. ولكن مثلي لا يذاع له سرُّ
إذا الليل أضواني بسطت يد الهوى .. وأذرفت دمعا، من خلائقه الكِبرُ
تكاد تضيء النار بين جوانحي .. إذا هي أذكتها الصبابة والفِكرُ
رشيد سليم الخوري
نمْ يا حبيب القلبِ في مهد الهنا .. رفّت عليك سكينةٌ وسلامُ
لا تلثم الأحلام هدبكَ مرةً .. إلا إذا طابت لك الأحلامُ
ليت الطبيعةَ في يديَّ قيادها .. ليت الوجودَ ينامُ حينَ تنامُ
إلياس فرحات
حبيبي تعال تجد منزلك .. معدّا كما كان من قبلُ لكْ
تعال فما احتلّ قلبي سواكَ .. وغيركَ في خاطري ما سلكْ
حبيبي تعال ادنُ منّي فكم .. حسدت النسيم الذي قبّلكْ
تعال ارفع اليأس عن مدنفٍ .. إذا لم تُبادر إليهِ هلكْ
أموت على رشفةٍ من لماكَ .. فيا أكرمَ الناسِ ما أبخلكْ
نزار قباني
منذ أحببتكِ، البحار جميعا .. أصبحت من مياه عينيكِ تشربْ
حُبّكِ البربري أكبر منّي .. فلماذا على ذراعيك أُصلب؟
أتمنى، لو كنتِ بؤبؤ عيني .. أتُراني طلبتُ ما ليس يُطلب؟
أنتِ أحلى خُرافة في حياتي .. والذي يتبع الخُرافاتِ يتعبْ
نزار قباني
أحبكِ حتى يتمّ انطفائي .. بعينين مثل اتساع السماءِ
إلى أن أغيب، وريدا وريدا .. بأعماق منجدلٍ كستنائي
إلى أن أحسّ بأنكِ بعضي .. وبعض ظنوني، وبعض ردائي
أحبكِ، غيبوبة لا تفيقُ .. أنا عَطِشٌ يستحيل ارتوائي
أنا جعدة في مطاوي قميصٍ .. عرفتُ بنفضاته كبريائي
أنا -عفو عينيكِ-، أنتِ، كلانا .. ربيع الربيع،، عطاءُ العطاءِ
أحبكِ، لا تسألي أيّ دعوى .. جرحتُ الشموس أنا بادعائي
إذا ما أُحبّكِ، نفسي أحبُّ .. فنحنُ الغناءُ، ورجعُ الغناءِ
محمد أحمد الغرباوي
أحبيني وهاتي عشقك المجنون يسقيني
أنا ظمآنُ يا ليلاي فاقتربي وحاذيني
أنا كَلِفٌ وفي عينيكِ ترياقي فداويني
سحاباتٌ من الأزمانِ قد مرّت تعاديني
وضاع العمرُ، يا وجعي، وما اخضرّت بساتيني
فهيّا لملمي اللّقيا وبالعينين لُفيني
وحين أنام في شفتيك، يا ليلاي ناجيني
وإن تعِبَتْ بقايا يومي المكدودِ ضُميني
أريحيني وفي زمن الهوى بوحي، وزُفيني
ولا تقفي ومدّي نهركِ المجنونَ وارويني
وبالعينين حين أتوه في حزني أحيطيني
لميعة عباس
لمحتُ الحبَّ في عينيكَ
يتبعني، ويرشدني..
وميضا، في جنوحِ الريحِ
يهدي آخر السفنِ
لأولِ مرةٍ ألقاكَ..
رأيتك مرةً أخرى
بذات اليوم، في سهري
أمامي أنتَ
كاد الماء يُسكرني
فأعترفُ..
هذا البحرُ؟ أم جسدي؟
تحاول لجمه الشطآنُ
يا شطآنيَ ابتعدي
حدودي الكونُ حين أُحِبُّ
كلُّ الآنِ للأبدِ
أشدُّ بلحظةٍ جذلى
فتسبقني
تصيرُ غدي
تَبِعتُ الحبَّ في عينيكَ
يسبقني،
ويرشدني
وميضا في جنوح الريحِ
يهدي آخر السفنِ
أم الهناء بنت القاضي عطية
جاء الكتاب من الحبيب بأنهُ .. سيزورني، فاستعبرت أجفاني
غلب السرور عليَّ حتى أنهُ .. من عِظمِ فرط مسرّتي أبكاني
يا عين صار الدمع عندكِ عادةً .. تبكين في فرحٍ، وفي أحزانِ
فاستقبلي بالبشرِ يوم لقائهِ .. ودعي الدموعَ لليلة الهجرانِ
أبو صخر الهذلي
فيا حبّها، زدني جوىً كلّ ليلةٍ .. ويا سلوة الأيامِ، موعدكِ الحشرُ
إيليا أبو ماضي
أيقظ شعورك بالمحبة إن غفا .. لولا الشعورُ، الناسُ كانوا كالدمى
أحبب، فيغدو الكوخ كونا نيّراً .. وابغض، فيمسي الكون سجناً مظلما
محب مجهول
وما في الأرض أشقى من محبٍّ .. وإن وُجدَ الهوى حلوَ المذاقِ
تراهُ باكيا في كلّ حينٍ .. مخافة فرقةٍ، أو لاشتياقِ
فيبكي إن نأوا، شوقا إليهم .. ويبكي إن دنوا خوف الفراقِ
فتسخن عينه عندالتنائي .. وتسخن عينه عندالتلاقي
محب مجهول
تشكّى المحبون الصبابة ليتني .. تحمّلتُ ما يلقون من بينهم وحدي
فكانت لنفسي لذة الحب كلها .. فلم يلقها قبلي أحد ولا بعدي
البهاء زهير
لام في الحب أناسٌ .. وهو أخلاق الكرامِ
ما أرى الناس سوى العشاق من كل الأنامِ
محب مجهول
من عاش في الدنيا بغير حبيبِ .. فحياته فيها حياة غريبِ
ما تنظر العينان أحسن منظرا .. من طالب إلفاً، ومن مطلوبِ
محب مجهول
منىً، إن تكن حقّاً، تكن أحسن المنى .. وإلا فقد عشنا بها زمنا رغدا
أمانيُّ من سعدى رِواءً كأنما .. سقتك بها سعدى على ظمأ بردا
محب مجهول
إن سمعت البلبل الصدّاحَ بين الياسمين
يسكب الألحان ناراً في قلوب العاشقين
تتلظى حزنا وشوقا والهوى عنك بعيد
فاخبريني: هل غِنا البلبل في الليل يعيد
ذكرَ ماضيكِ إليك؟
أبو تمام
نقّل فؤادك حيث شئت من الهوى .. ما الحب إلا للحبيب الأولِ
كم منزل في الأرض يألفه الفتى .. وحنينه أبداً لأولِ منزلِ
محمد صالح
تقول، وفي العينين منها تساؤلٌ .. وحمرةُ خوفٍ قد تبدّت على الخدِّ
أحسُّ ارتعاشا في الجوانح غامراٌ .. كأنّي به قد بات مني على وعدِ
تُراه الهوى؟ قد جاء يعبق عندما .. خطوتُ إلى العشرين؟ أم خفقةُ السعدِ؟
وأطرقتُ لم أعرف جوابا لما ترى .. وما تشتكيه منهُ، مجلوّةُ القدِّ
وقلت لها، والسحرُ طاغٍ بلحظها .. وهل ينفع الشّاكي؟ وهل نُصحهُ يجدي؟
هو الحبُّ يا سمراءُ، والخوف، والضنى .. هو العمرُ لو يفنى، يظلُّ على العهدِ
هو النارُ تسري آهةً وتحرقاً .. هو الخفقُ لا يهدا، وإن زاد في العدِّ
أُعيذكِ يا سمراء، من وقدة الهوى .. ومن سهر الليلِ الطويلِ من الصدِّ
أُعيذُ العيونَ النُّجلَ من لوعةِ الضنى .. ومن آهةِ الأشواقِ، من حُرقةِ السُّهدِ
محب مجهول
فلا تحسبوا أنّي تغيّرتُ بعدكم .. على العهد لا كان المغيّر للعهدِ
غرامي غرامي، والهوى ذلك الهوى .. ووجدي لكم وجدي، وودّي لكم وُدّي
وليس مُحبّا من يدوم وداده .. مع الوصل، لكن من يدوم مع الصدِّ
محب مجهول
هي الشمس مسكنها في السماءِ .. فعزِّ الفؤاد عزاءً جميلا
فلن تستطيع إليها صعودا .. ولن تستطيع إليك نزولا
الحسين بن اسماعيل
هبّت شمالا، فقال: من بلدٍ .. أنتِ بهِ، طابَ ذلك البلدُ
وقبّلَ الريح من صبابتهِ .. ما قبّلَ الريحَ قبلهُ أحدُ
محب مجهول
صبٌّ، يحثُّ مطاياهُ بذكركمُ .. وليس ينساكمُ حلَّ أو سارَ
يرجو النجاةَ من البلوى بقربِكمُ .. والقلبُ يُلهِبُ في أحشائهِ نارا
ابن الرومي
نَظَرتْ، فأقصدت الفؤاد بسهمها .. ثم انثنت عنه، فكاد يهيمُ
ويلاه إن نظرتْ، وإن هي أعرضت .. وقع السهامِ، ونزعهنَّ أليمُ
ابن طباطبا
البدر لا يغنيك عنها إذا .. غابت، وتغنيك عن البدرِ
أبو هلال العسكري
أصبحتُ لا أدري وإن لم يكنْ .. في الأرضِ شيء أنا لم أدرِهِ
أَشَعْرُهُ أحسن من وجههِ؟ .. أم وجههُ أحسنُ من شَعرِهِ
ودُرُّهُ يؤخذُ من لفظهِ .. أم لفظهُ يؤخذُ من درِّهِ
وثغرهُ يُنظَمُ من عِقدِهِ .. أم عِقدُهُ يُنظم من ثغرِهِ
فمن عَذيرُ الصبِّ من صدِّهِ؟ .. ومن يُجير القلبَ من هجرِهِ؟
يا ليته يعرفُ حُبّي لهُ .. عساه يجزيني على قدرهِ
ابن الرومي
وحديثها، السحرُ الحلالُ لو انهُ .. لم يجْنِ قتل المسلمِ المتحرّزِ
إن طالَ، لم يُملِلْ، وإن هي أوجزتْ .. ودَّ المُحَدَّثُ أنّها لم توجزِ
محب مجهول
شكوت إلى بدرٍ هوايَ، فقال لي: .. ألستَ ترى بدرَ السماءِ الذي يسري؟
فقلت: بلا، قال: التمسه فإنه .. نظيري، ومثلي، في علوٍّ وفي قدرِ
فإن نلته، فاعلم بأنك نائلي .. وإن لم تنله، فابغِ أمرا سوى أمري
فكان كلا البدرين صعبا مرامهُ .. فويلي من بدر السماءِ، ومن بدري
البهاء زهير
حُرمت عيني منامي .. فعلى الطيف سلامي
لستُ أرضى من حبيبٍ .. بوصالٍ في المنامِ
أنا يقظانُ أراهُ .. في قعودي، وقيامي
عن يميني ويساري .. وورائي وأمامي
وهو في سرّي وجهري .. وسكوني، وكلامي
أيها اللائم فيهِ .. لا تُقصّر في ملامي
فمتى كررت ذكراه يزد فيه غرامي
لام في الحب أناسٌ .. وهو أخلاق الكرامِ
ما أرى الناس سوى العشاق من كلّ الأنامِ
عمر بن أبي ربيعة
بنفسي من أشتكي حُبّهُ .. ومن إن شكا الحبَّ، لم يكذبِ
ومن لا سِلاحَ له يُتّقى .. وإن هو نوزِلَ لم يُغلَبِ
ومن لا أُبالي رضا غيرهِ .. إذا هو سُرَّ ولم يغضبِ
ومن لا يُطِع بنا أهله .. ومن قد عصيت له أقربي
ومن لو نهاني عن حبه .. من الماء عطشان، لم أشربِ
ومن إن تسخّطََ أعتبتهُ .. وإن يرني ساخطا يُعتِبِ
ابراهيم عمر صعابي
أدميتِ جرحي، وانتِ الحزنُ أعشقهُ .. سافرتِ فيَّ، وما أحلاه من سفرِ
وعشتِ في حُلُمي إشراقةً ورؤىً .. ونسمةً من صباح الريفِ، يا قدري
ليال، عذرا، فإن الصبر يرفضني .. وفي طريقي مسافات من الضجرِ
من أين نبدأ؟ إني مُطرِقٌ نهِمٌ .. ما كان أشهى حديثَ الأرض للمطرِ
من أين نبدا -في صدقٍ- حكايتنا .. وكيف نبكي زمانا رائع الأثرِ؟
بيني وبينك ذكرى لست أجهلها .. ذكرى من الحبِّ، تفضي بالهوى العطرِ
الصوت والجرح ما زالا بذاكرتي .. يؤرّقاني بليل السهد والسهرِ
الصوت والجرح والآفاق مصغيةٌ .. لطائر داعبَ الأشواق في شجري
يدٌ من الزهرِ نامت فوق أوردتي .. لتمنح العمر أحلاما من الزهرِ
ياسر بدر الدين
قصائدي التي كتبتها..
بريشة الوريد
من أجل عينيك الحزينتين
يا حبيبتي
من أجل ثغرك المكابر العنيد
أقرؤها..
أقرؤها..
وألف مرة أُعيد
كتبتها لأنني أحبكِ
وكلما قرأتها..
أهواكِ من جديد.
سهام أبو فيصل
عندما أحبكَ يا حبيبي..
تخضر أوراق الأشجار
ويذوب العمر في العمرِ
وتعشق بعضها الأطيار..
عندما أحبكَ يا حلمي..
يتوه الأزرق في السماء..
والفرح يعانق الألم..
والطيبُ، يحتضن الإناء
وتصافح بعضها الأمم
وتضيع من الناس الأسماء
عندما أحبك يا عمري
أهديك عينيَّ ولا أكثر
أهديك شلال نور
فخذ حبيبي لونهما الأخضر
ولملم عن الأهداب
سواد الليل، وعن شعري
شذا النسرين والعنبر
فأنا عندما أحبكَ
تغني الدنيا، لا أكثر.
عبدالرحمن الغامدي
من أجل عينيكِ أستبيح قصائدي .. وأصيغ من عينيك لي أسرارا
إن الجمال على رموشكِ سحره .. وعلى جبينكِ يستريح نهارا
بحرية العينين، إني ضائعٌ .. وضياعنا في الحب ليس خيارا
إني إليكِ حملت كل مشاعري .. وجعلتها في حبكِ الأقدارا
وعلى عيونكِ قد رسمت ملامحي .. فأخذتها وملكتها استئثارا
وجعلت من حبي بداية قصتي .. هي لي أدوم لحبيَّ استمرارا
أنا عاشقٌ أشرعت كل مراكبي .. وخلاصنا أن نكمل الإبحارا
نزار قباني
عيونك في الليل.. تطرح ألف سؤال..
ومن شفتيكِ.. تسافر رائحة البرتقال..
وبين اشتعال دمي..
واشتعال المعادنِ..
يوجد ألفُ.. وألفُ احتمال…
فماذا أقولُ؟ وفي كل ركنٍ بجسمكِ
تتلى طقوسٌ، ويجري احتفال..
وكان لدي كلامٌ كثيرٌ..
ولكن بحضرة نهديكِ..
ماذا يقال؟
محب مجهول
زُرْ مرةً .. ما أصْبَحكْ!
وابسط عليَّ أجنُحك..
هيأتُ قلبي فالتصقْ
تعرفُ أنتَ مطرحك
طريقكَ الوردُ فدُسْ..
وشوشني لن يجرحك
سألتُ فيك اللهَ..
يا مُعذّبي أن يُصلِحك
إِقلع حبيبي أجْرَمَ الوشاح حين وشّحك
واقعد معي أبيع عمري كله كي أربحك
نزار قباني
أريدكِ..
أعرف أني أريد المحال..
وأنكِ فوق ادعاء الخيال
وفوق الحيازة، فوق النوال
وأطيب ما في الطيوبِ
وأجمل ما في الجمال
أريدكِ..
أعرف أنكِ لا شيء غير احتمال
وغير افتراضٍ..
وغيرُ سؤالٍ، ينادي سؤال.
ياسر بدر الدين
حلمٌ أنتِ لم يطُلهُ الخيالُ
وجمالٌ يُجَنُّ فيه الجمالُ
حلمٌ أنتِ عالقٌ في خيالي
وحياتي كما ترين خيالُ
شاعرٌ تملأ الأساطير عقلي
وبحرفي غرائب ومحالُ
مُبحرٌ في العيون، ضلّ طريقي
ولكم طاب في العيون ضلالُ
مُبحرٌ زورقي براعمَ حُبٍّ
وشراعي تناغم ودلالُ
عاشقٌ أرقبُ المياه كطفلٍ
والمحبون كلهم أطفالُ
فبجفنيَّ من أسى الحبِّ دمعٌ
وبقلبي حرائق واشتعالُ
أنتِ روحي، ومهجتي، وكياني
فأنا، أنتِ، رعشةٌ وانفعالُ
أنتِ صمتٌ معذّبٌ في فؤادي
وعلى مبسمي الكسولِ سؤالُ
أنتِ حرف ملعثمٌ في شفاهي
أعذب الشعرِ، أحرفٌ لا تُقالُ
ياسر بدر الدين
العمرُ لها..
الروح لها..
والقلب يذوب بها ولها..
لحظات الحب السحرية
لو نرسمها في فِكرينا..
لو نغرسها في روحينا..
لو نغمدها في قلبينا..
كسيوف بيضٍ، تتريّة
ما أحلى أن نحيا معها
نفنى معها..
لا ندع الحاضر يسرقها..
لا ندع الأمس
ما أروع أن تقف الدنيا
ويشقّ القمرُ..
وتُطفأ الشمسُ
وأنا والحب وأنتِ
وقبلةُ حبِّ وردية..
ترسمنا لهبا، تشعلنا..
لحظات الحب السحرية.
ياسر بدر الدين
حبيبتي.. لنلتقِ..
أنا وأنتِ والهوى..
وألف غصنٍ مورقِ
وغيمةٍ حالمةٍ
سابحةٍ في الأفقِ
تضّمنا.. تحملنا
لكوكبٍ مؤتلقِ
لنجمة تحكي لنا
حديث حبٍّ شيّقِ
عن قمرٍ أحبها..
قبّلها في نزقِ
عن نجمة عاشقةٍ
ونجمةٍ لم تعشقِ
أنا وأنتِ حلوتي..
يا وعد حبٍّ قلقِ
ما العمر إن لم نعشقِ؟
ما الحب إن لم نُحرقِ؟
أنا وأنت والهوى
ينقلنا بزورقٍ
من جزر غريبةٍ..
لعالمٍ لم يُخلقِ
ياسر بدر الدين
أحسُّ أن كل من في الأرض..
يا حبيبتي، عشاق..
الناسُ، الترابُ
الأحجار والأوراق..
ثغر النسيمِ يلثم الزهور والصخور..
والها مشتاق
والشمس لا تنامُ..
والنجوم يا حبيبتي ترقصها الأشواق..
والحب ينثر الجمار في القلوب
في الدروب، فالدنى احتراق
ما الحب يا حبيبتي إن لم نمت..
إن لم نذب في حبنا احتراق؟
نزار قباني
ليس لديّ مهنة أخرى ..
في هذ1 العالمِ
سوى أن أحبكِ
ولو حدث أن توقفت
عن ممارسة هذا الجنون الجميل..
لأصبحت عاطلا عن العمل!
نزار قباني
ليس حبي لكِ.. تشبيها جميلا
واستعاره..
إنه أكبر من صوتي..
ومن إيقاع أحلامي..
ومن حجم العبارة
غازي القصيبي
هل يستطيع أن يريكِ في القفار روضتين؟
هل يستطيع أن يحيل مقلتيكِ نجمتين؟
هل يستطيع أن يصوغ في هواكِ كلمتين؟
من الذي يقول للحروف: طيري كالطيور
ورفرفي بقرب خصلتين..
ومن يرقرق الربيع والخمور.. قصيدتين؟
أنا الذي حفرت في المساء..
لما قدّمتِ بسمتين..
أنا الذي أوغلت في السماء
على جناح نظرتين..
وعدت أحمل القمر..
إليكِ، فوق غيمتين..
أنا.. سلي عاشقك البديع
هل يستطيع؟
ابراهيم ناجي
أنا أحلمُ
أنا يا حبيبةُ أحلمُ
أنا أغمض العينين.. أسبحُ
في جمالكِ أنْعُمُ
وأراكِ في الأحلام فاتنتي
التي استسلمُ
لدلال نظرتها التي تتكلمُ
للهيب قبلتها التي لا ترحمُ
أنا، يا حبيبةُ، أحلمُ
بكِ، بالهوى، بالموعدِ
بحنيننا المتجّددِ
أنا لست مثل الحالمين..
أحلامُ حُبّكِ من يقين
أنا أعشقُ..
أنا أعشقُ اليوم الذي..
أشرقتِ فيه على دجاي
أنا أعشق الركن الذي..
بددتِ فيه أسى صباي
أنا أعشق الخصلات تغمرني..
وتغمر موعدي..
أنا لست مثل العاشقين
فهواكِ، أكبر من غدي
وهواكِ يهزأ بالسنين.
سلطان خليفة
صوني الجمال فعين الحسن ترعاكِ
يظل يجذبني همسٌ لنجواكِ
داري الدلال، فكم أتلفتِ من مُهجٍ
كم أرجعتني لشطّ السعدِ عيناكِ
بعثت فيَّ رُفاتُ الشوقِ فاشتعلت
خوامد الحبِّ وانساقت للقياكِ
يا بهجة الوردِ، في خدّيكِ رونقهُ
ونفحهُ يتهادى من مُحيّاكِ
وكيف ينضُبُ ودٌّ أنتِ منبعهُ؟
لا أستسيغ حياتي دون مرآكِ
يا فتنة العشقِ، يا حلْما يسامرني
قد يغربُ الطيف، لكن لست أنساكِ
هتفت بالطيفِ: قف بي كي أنادمها
أشاحَ نأياً، وظلّ القلبُ يرعاكِ
يا بهجة العمرِ، هل في العمر من سعةٍ
ولحظةِ نتساقى شهدَ ريّاكِ؟
يا منهلاً بسُلافِ الودِّ أترعني
ما كنتُ أدركُ سرَّ الحبِّ لولاكِ
مهما أحاول أن أسلاكِ يا أملي
لا بد أنّي مع الأشواقِ ألقاكِ
سلطان خليفة
أُسائلها من أنتِ؟ قالت جميلةٌ
فقلت لها: حقّاً وحُسنكِ يشهدُ
وهذا الدلالُ الغضُّ ينسابُ رائعاً
وهمسُ لحاظٍ حورها يتمرّدُ
وطرفٌ، يبثُّ السعدَ من لحظاتهِ
ويفشي تباريح الفؤادِ، ويُنشدُ
غزاني، فلم أملك من الأمر مهرباً
وومضُ بريقٍ ظلّ يدنو ويبعدُ
ينادمني حيناً، وحيناً يبثّني
حناناً كأنغام المساءِ يغرّدُ
تعيشين في قلبي، وتحيين في دمي
وفي كلّ فجٍّ وحيُكِ المتجدّدُ
فقالت: ألا تدنو؟ فقلت: تمهلي
فإن إسارَ الحبِّ شيءٌ مقيّدُ
فقالت: قيود الحبِّ تعبق بالشذى
ونحن على شطآنها نتمدّدُ
سأُعطيكَ من نبع الوداد سُلافةً
وشيئاً من الشهدِ الذي أنتَ تُنشِدُ
فقلت لها: رؤياكِ تشفي، وبسمةٌ
وهمسٌ رقيقٌ، بالفؤاد يزغردُ
وأنتِ مع الأيامِ أحلامُ مهجةٍ
تُراودها الأطيافُ، والطّرف مُسْهَدُ
وأنتِ امتدادُ العشقِ أنتِ نعيمهُ
وليس لهذا الشوقِ حدٌّ مُحدّدُ
وبتنا على عزٍّ، يسامرنا الهوى
وفاضت أمانينا، وشبَّ التوقّدُ
عصام العريضي
حُبٌّ بعينيكِ، أم ذا وهمُ من عشِقا؟
إنّي أُحبّكِ، خاب الوهمُ أم صدقا
ماذا رسمتِ على جفني؟ فصرت أرى
في وجهكِ الفجرَ، والعُصفورَ، والورقا
أيقظتِ فيَّ ربيعا نامَ من زمَنٍ
واليوم أشرقَ في خدّيكِ وائتلقا
يا هندُ، أنتِ رحيقُ الوحي في قلمي
واللهُ، أجملَ من عينيكِ ما خَلقا
في كلِّ رفّةِ جفنٍ، موجةٌ عصفت
ما أروع الموجَ في عينيك مصطفقا
لا الأفقَ أقصدُ، لا المرساة أطرحها
إما غرقتُ، فإني أبتغي الغرقا
خبّأتُ حُبّكِ في الأعماق أكتمهُ
لكنّهُ حطّمَ القضبان وانطلقا
كم رفَّ قبلُ بأهدابي يرنّحهُ
شوقٌ إلى البَوحِ في ريشاته خفقا
اليوم أشهدُ أنّي قد خُلقت لهُ
من حلّ طيفكِ في أجفانهِ، خُلِقا
واليوم ينطقُ شِعري بعد جفوتهِ
لولاكِ انتِ، لسان الشعرِ ما نطقا
نزار قباني
كتبتُ (أُحبّكِ) فوق جدار القمرْ
(أُحبّكِ جدّاً)..
كما لا أحَبّكِ يوما بشرْ
ألم تقرأيها؟
بخطّ يدي..
فوق سور القمرْ؟
وفوق كراسي الحديقةِ
فوق جذوع الشجرْ؟
وفوق السنابلِ..
فوق الجداولِ..
فوق الثّمرْ
وفوق الكواكبِ
تمسح عنها غُبار السفَرْ؟
حفرتُ (أُحبّكِ) فوق عقيق السّحَرْ
حفرتُ حدود السماءِ
حفرتُ القَدَرْ
ألم تُبصريها؟
على ورقات الزّهَرْ؟
على الجسرِ، والنهرِ، والمنحدرْ؟
على صدفاتِ البحارِ
على قطراتِ المطر؟
ألم تلمحيها؟
على كل غصنٍ
وكلّ حصاةٍ، وكل حجرْ؟
كتبت على دفتر الشمسِ
أحلى خبرْ
(أُحبّكِ جدّاً)..
فليتكِ كنتِ قرأتِ الخبر.
الشيخ جمال الدين
عانقتهُ، فسكرتُ من طيب الشذا
غصنٌ رطيبٌ، بالنسيمِ قد اغتذى
نشوانُ، ما شربَ المُدامَ وإنما
أضحى بخمرِ رُضابهِ متنبّذا
أضحى الجَمالُ بأسرهِ، في أسرهِ
فلأجل ذاكَ على القلوبِ استحوذا
وأتى العذولُ يلومني من بعد ما
أخذَ الغرامُ عليَّ فيهِ مأخذا
لا أنتهي، لا أنثني، لا أرعوي
عن حبّهِ، فليهذِ فيهِ من هذى
واللهِ ما خطرَ السلوُّ بخاطري
مادمت في قيدِ الحياة، ولا أذى
إن عشتُ، عشتُ على هواه، وإن أمُتْ
وَجداً بهِ وصبابةً، يا حبّذا
صالح جودت
وقالت:
سوف تنساني..
وتنسى أنني يوما
وهبتكَ نبضَ وجداني
وتعشقُ موجةً أخرى
وتهجرُ دفءَ شطآني..
وتجلسُ مثلما كنا
لتسمع بعضَ ألحاني
ولا تعنيك أحزاني..
ويسقط كالمنى اسمي
وسوف يتوه عنواني
تُرى.. ستقول يا عمري..
بأنك كنت تهواني؟
..
..
فقلت: هواكِ إيماني
ومغفرتي.. وعصياني..
أتيتُك والمنى عندي
بقايا بين أحضاني..
ربيعٌ ماتَ طائرهُ
على أنقاضِ بُستانِ
رياحُ الحزنِ تعصرني..
وتسخرُ بين وجداني
أحبكِ.. واحةً هدأت
عليها كل أحزاني
أحبكِ.. نسمةً تروي
لصمت الناس ألحاني
ولو خُيِّرتُ في وطنٍ
لقلت: هواكِ أوطاني
ولو أنساكِ يا عمري
حنايا القلب، تنساني
إذا ما ضعتُ في درب
ففي عينيكِ عنواني
أبو القاسم الشابي
عذبةٌ أنتِ، كالطفولةِ، كالأحلامِ، كاللّحنِ، كالصباحِ الجديدِ
كالسماءِ الضّحوكِ، كالليلةِ القمراءِ، كالوردِ، كابتسامِ الوليدِ
أنتِ قُدسي، ومعبدي، وصباحي، وربيعي، ونشوتي، ووجودي
ياابنة النورِ، إنني أنا وحدي، من راى فيكِ روعةَ المعبودِ
فدعيني أعيشُ في ظلّكِ العذبِ، وفي قربِ حُسنِكِ المشهودِ
عيشةً للجمالِ، والفنِّ، والإلهامِ، والطهرِ، والسنا والسجودِ
عيشة الناسكِ البتولِ يناجي الربَّ في نشوةِ الذهولِ الشديدِ
وامنحيني السلامَ، والفرحَ الروحيَّ، يا ضوء فجري المنشودِ
وارحميني، فقد تهدّمتُ في كونٍ من اليأسِ، والظلامِ مَشيدِ
أنقذيني من الأسى، فلقد أمسيتُ لا أستطيع حمل وجودي
وانفخي في مشاعري مرحَ الدنيا، وشدّي من عزميَ المجهودِ
وابعثي في دمي الحرارةَ علّي، أتغنى مع المنى من جديدِ
وأبثُّ الوجودَ أنغامَ قلبٍ، بلبليٍّ، مُكبّلٍ بالحديدِ
أنقذيني، فقد سئمت ظلامي، أنقذيني، فقد مللت ركودي
وحرامٌ عليكِ أن تهدمي ما شاده الحسنُ في الفؤادِ العميدِ
وحرامٌ عليكِ أن تسحقي آمال نفسٍ تصبو لعيشٍ رغيدِ
منكِ ترجو سعادةً لم تَجِدها، في حياةِ الورى، وسحرِ الوجودِ
فالإله العظيم لا يرجمُ العبدَ إذا كانَ في جلالِ السجودِ
حسيب غالب
في القلبِ داءٌ، وهذا الداءُ يُضنيني
وهل سوى موقفي في الداءِ يشفيني؟
الداءُ، ما الداءُ يا ليلى سوى عطشٍ
إلى لماكِ، فهاتِ الثغرَ واسقيني
قالوا: جُننتَ بليلى؟ قلت: ويحكمُ
ما لذّةُ العيشِ إلا للمجانينِ
قالوا: تموتُ بها حبّا، فقلت لهم:
ألا اذكروها على قبري، فتحييني
قالوا: تخيّر سواها، فهي قاسيةٌ
فقلت: لا، غير ليلى ليس يرضيني
فلو جمعتم جمال الكونِ أجمعهُ
في شخصِ أخرى، وقد جاءت تناجيني
لكنتُ كالصخرة الصمّاءِ عاطفةً
وقلت: هذا جمالٌ ليسَ يعنيني
إن العيون التي بالوصلِ تضحكني
هي العيونُ التي بالهجر تبكيني
قالوا: ضللتَ، فلُذ بالدينِ تلقَ هدى
فقلت: من غير ليلى في الورى ديني؟
اليس مافي حنايا الصدرِ يعبدها؟
وكلُّ ما جالَ في طيِّ الشرايينِ؟
أليسَ مَذبَحها قلبي الشقيُّ بها
وسفكُ دمعيَ من بعدِ القرابينِ
قالوا: تردّد على الروضِ النضيرِ ففي
أزاهرِ الروضِ سلوى، والرياحينِ
فقلت: بعد شذاها لا أطيقُ شذىً
وقلت: لا خيرَ في زهرِ البساتينِ
قالوا: لعلّ أغاريد الطيورِ بها
تخفيف ما فيكَ من آهاتِ مفتونِ
فقلت: إن لم تكن ليلى مُغرّدةً
فلتخرس الطير من فوقِ الأفانينِ
قالوا: انتحرْ، فلعلّ الموت يُخمدَ ما
يثورُ في النفسِ من نارِ البراكينِ
فقلت: في الموت فصلُ الروحِ عن جسدٍ
والروحُ ليلى، وهذا الفصلُ يُشقيني
يا ليتني كنت يا ليلى ردائكِ كي
أُطوّقَ الجسدَ المخمورَ باللينِ
يا ليتني كنت يا ليلى لسانكِ كي
أمتصَّ ما تشتهي نفسي وتغريني
أنا الفقير إلى ليلى، فإن رضيتْ
أحيا، وإلا فنارُ الحبِّ تُفنيني
معروف الرصافي
رقّت بوصفِ جمالكِ الأقوالُ
ورأتكِ، فافتتنت بكِ العُذّالُ
وهبَ الإله بكِ الجمالَ تجمُّلاً
حتى كأنكِ للجمالِ، جمالُ
كلُّ العيونِ إذا برزْتِ شواخِصٌ
كيما تراكِ، وغَضُّهُنَّ مُحالُ
كم قد سَفَرتِ، ففي القلوبِ تولّهٌ
لمّا رأوكِ، وفي العقولِ خيالُ
ربطوا الأكفَّ على ضلوعٍ تحتها
بين النواظرِ والقلوبِ جِدالُ
لو كنتِ في أيامِ يوسفَ لم تكنْ
بجمالِ يوسفَ تُضربُ الأمثالُ
ولقطَّعتْ دون الأكُفِّ قُلوبَها
شوقاً إليكِ، مع النساءِ، رجالُ
كم قد يجورُ على جفونكِ سُقمها
كسراً، وتُجهدِ خصركِ الأكفالُ
عجباً لطرفكِ، وهو أضعفُ ما أرى
يرنو، فترهبُ فتكهُ الأبطالُ
الحصري القيرواني
يا ليلُ الصبِّ متى غَدُهُ؟
أقيامُ الساعةِ موعدهُ؟
رقَدَ السُمّارُ وأرّقَهُ
أسفٌ للبينِ يردّدهُ
كَلِفٌ بغزالٍ ذي هَيَفٍ
صوتُ الواشينَ يُشَرّدُهُ
نصبتْ عينايَ لهُ شَرَكاً
بالنومِ فعزَّ تَصيّدُهُ
صاحٍ، والخمرُ جنى فمِهِ
سكرانُ اللحظِ، معربدهُ
ينضو من مُقلتهِ سيفاً
وكأنَّ نُعاساً يُغمدُهُ
فيريقُ دمَ العُشاقِ بهِ
والويلُ لمن يتقلّدهُ
يا من جحدتْ عيناهُ دمي
وعلى خدّيهِ توَرُّدُهُ
خدّاكَ قد اعترفا بدمي
فعلامَ جفونكَ تجحدُهُ؟
كلاّ، لا ذنبَ لمن قتلتْ
عيناهُ، ولم تَقتُل يدهُ
إنّي لأُعيذكَ من قتلي
وأظنّكَ لا تتعمّدُهُ
المتنبي
أرقٌ على أرقٍ، ومثليَ يأرقُ
وجوىً يزيدُ، وعَبرةٌ تترقرقُ
جُهدُ الصبابةِ أن تكونَ كما أُرى
عينٌ مسهّدةٌ، وقلبٌ يخفِقُ
ما لاحَ برقٌ، أو ترنّمَ طائرٌ
إلا انثنيتُ، ولي فؤادٌ شيّقُ
جرّبتُ من نارِ الهوى ما تنطفي
نار الغضى، وتكلُّ عمّا تُحرِقُ
وعذلتُ أهلَ العِشقِ حتى ذُقتُهُ
فعجبتُ كيفَ يموتُ من لا يعشَقُ
وعذرتُهمْ، وعرفتُ ذنبي أنني
عيّرتُهم، فلقيتُ فيهِ ما لقوا
البحتري
وقد ضمّنا وشْكُ التلاقي، ولفّنا
عناقٌ على أعناقنا، ثمّ ضيّقِ
فلم ترَ إلاّ مُخبِراً عن صبابةٍ
بشكوى، وإلاّ عَبرةٌ تترقرقُ
فأحسِن بنا، والدمعُ بالدمعِ واشِجٌ
تمازُجُهُ، والخدُّ بالخدِّ مُلصَقُ
ومِنْ قُبَلٍ، قبلَ التشاكي، وبعدهُ
نكاد لها من شدّةِ الوَجدِ نَشْرَقُ
فلو فهمَ الناسُ التلاقي، وحُسنهُ
لحُبِّبَ من أجلِ التلاقي التفرُّقُ
ابن العريف
شربت بكـأس الحب من جوهر الحــب .. رحيقـا بكـف العقـل، في روضـة الحبِّ
وخامر ماء الروح فاهتزت القــوى .. قوى النفس شوقا، وارتياحا إلى الربِّ
ونادى حنينا، بالأنيـن حنينهـــا .. إلهـي إلهـي مــن لعبــدك بالقُــربِ
فخــاطبـه وحيـا إليـه مليكـــه .. سأكشف يا عبدي لعينيــك عـن حجبــي
فأعلـن بالتسبيح: مثلك لم أجــد .. تعاليـت عن كفـؤ يكافيـك، أو صحــبِ
أجول ببعضي فــوق بعـضي كأننــي .. ببعضـي، لبعضـي كالنجائـب والركــبِ
فخذ بزمام الشــوق مني تعطفـــا .. إليــك، ولا تسلـم زمامــي إلى لبـّي
لعلــيَّ أسقــى، ثم أسقاه دائمـا .. رحيقا بكـف العقــل من جوهـر الحـبِّ
-محب مجهول-
قدم الليل عند سير النهار .. وبدا البدر مثل نصف السوارِ
فكأن النهار صفحة خد .. وكأن الظلام خط عذارِ
وكأن الكؤوس جامد ماء .. وكأن المدام ذائب نارِ
نظري قد جنى علي ذنوبا .. كيف مما جنته عيني اعتذاري
يا لقومي تعجبوا من غزال .. حائر في محبتي وهو جاري
ليت لو كان لي إليه سبيل .. فأقضي من الهوى أوطاري
زينب المرية
يا أيها الراكب الغادي لطيته .. عرّج أنبّئك عن بعض الذي أجدُ
ما عالج الناس من وجد تضمنهم .. إلا ووجدي بهم فوق الذي وجدوا
حسبي رضاه، وأني في مسرته ..وودّه، آخرَ الأيام أجتهدُ
أم الكرم
يا معشر الناس ألا فاعجبوا .. مما جنته لوعة الحبِّ
لولاه لم ينزل ببدر الدجى .. من أفقه العلويِّ للترْبِ
حسبي بمن أهواه لو أنه .. فارقني، تابعه قلبي
ولادة بنت المستكفي
ترقب إذا جنَّ الظلام زيارتي .. فإني رأيت الليل أكتمَ للسرِّ
وبي منك ما لو كان بالشمس لم تلح .. وبالبدر، لم يطلع وبالليل لم يسرِ
ابن زيدون
ودّع الصبر محبٌّ ودّعك .. ذائع من سرّهِ ما استودعك
يقرع السِّنَّ على أن لم يكن .. زاد في تلك الخطى إذا شيّعك
يا أخا البدر سناءً وسنا .. حفظ الله زمانا أرجعك
إن يطل بعدك ليلي فلكم .. بت أشكو قِصرَ الليل معك
-محب مجهول-
أحبتنا إني بلغت مؤملي .. وساعدني دهري، وواصلني حُبي
وجاء يهنيني البشير بوصله .. فأعطيته نفسي، وزدت له قلبي
ولادة بنت المستكفي
ألا هل لنا من بعد هذا التفرقِ .. سبيل، فيشكو كل صبٍّ بما لقي
وقد كنتُ أوقات التزاور في الشتا .. أبيت على جمر من الشوق محرقِ
فكيف وقد أمسبت في حال قطعة .. لقد عجّل المقدور ما كنت أتقي
تمر الليالي لا أرى البين ينقضي .. ولا الصبر من رِقِّ التشوق معتقي
سقى الله أرضا قد غدت لك منزلا .. بكل سكوب هاطل الوبل مغدقِ
ابن زيدون
لحى الله يوما لست فيه بملتقي .. محيّاكِ من أجل النوى والتفرقِ
وكيف يطيب العيش دون مسرّةٍ .. وأي سرور للكئيب المؤرّقِ
ابن زيدون
أنى أضيّع عهدك؟ .. أم كيف أخلف وعدك؟
وقد رأتك الأماني .. رضىً، فلم تتعدّك
يا ليت ما لك عندي .. من الهوى لي عندك
فطال ليلك بعدي .. كطول ليليَ بعدك
سلني حياتي أهبها .. فلست أملك ردّك
الدهر عبديَ لما .. أصبحت في الحب عبدك
ابن زيدون
أنتِ معنى الضنى، وسر الدموعِ .. وسبيل الهوى، وقصد الولوعِ
أنتِ والشمس ضرتان ولكن .. لك عند الغروب فضل الطلوعِ
ليس بالمؤيسي تكلفكِ العَتبَ .. دلالا، من الرضى المطبوعِ
إنما أنتِ، والحسود معنّى .. كوكب، يستقيم بعد الرجوعِ
ابن زيدون
أأسلب من وصالكِ ما كسيتُ؟ .. وأُعزل عن رضاك، وقد وليتُ؟
وكيف وفي سبيل هواك طوعا .. لقيت من المكاره ما لقيتُ؟
أُسرُّ عليك عتبا ليس يبقى .. وأضمر فيكِ غيظا لا يبيتُ
وما ردي على الواشين إلا: .. رضيت بجور مالكتي، رضيتُ
ابن زيدون
أيوحشني الزمان وأنتِ أُنسي؟ .. ويظلم لي النهار وأنتِ شمسي؟
وأغرس في محبتك الأماني .. فأجني الموت من ثمرات غرسي؟
لقد جازيتَ غدرا عن وفائي .. وبعتَ مودتي، ظلما، ببخسِ
ولو أن الزمان أطاع حكمي .. فديتكَ من مكارهه بنفسي
ابن زيدون
بيني وبينك ما لو شئت لم يضعِ .. سرٌّ إذا ذاعت الأسرار، لم يذعِ
يا بائعا حظه مني ولو بُذلت .. لي الحياة بحظي منه، لم أبعِ
يكفيك أنك إن حمّلتَ قلبيَ ما .. لم تستطعه قلوب الناس، يستطعِ
تِهْ أحتملْ، واستطل أصبرْ، وعزَّ أهُن .. وولِّ أُقبل، وقُل أَسمَع، ومُر أُطعِ
ابن زيدون
إني ذكرتكِ بالزهراء مشتاقا .. والأفق طلقٌ، ومرأى الأرضِ قد راقا
وللنسيم اعتلال في أصائله .. كأنه رقَّ لي، فاعتلَّ إشفاقا
والروض، عن مائه الفضي مبتسم .. كما شققت عن اللبّات أطواقا
يومٌ، كأيام لذات لنا انصرمت .. بتنا لها، حين نام الدهر، سُرّاقا
نلهو لما يستميل العين من زَهَرٍ .. جال الندى فيه، حتى مال أعناقا
كأن أعينه، إذا عاينت أرقي .. بكت لما بي، فجال الدمع رقراقا
وردٌ تألّق في ضاحي منابته .. فازداد منه الضحى، في العين إشراقا
سرى ينافحه نيلوفر عبقٌ .. وسنانُ، نبّهَ منه الصبح أحداقا
كلٌّ يهيج لنا ذكرى تشوقنا .. إليكِ، لم يَعْدُ عنها الصدر أن ضاقا
لا سكّن الله قلبا عقّ ذكركمُ .. فلم يطر، بجناح الشوقِ، خفاقا
لو شاء حملي نسيم الصبح حين سرى .. وافاكمُ بفتى أضناه ما لاقى
لو كان وفّى المنى في جمعنا بكمُ .. لكان من أكرم الأيام أخلاقا
يا علقي الأخطرَ، الأسنى، الحبيبَ إلى .. نفسي، إذا ما اقتنى الأحباب أعلاقا
كان التجاري بمحض الودِّ مذ زمنٍ .. ميدان أُنسٍ، جرينا فيه أطلاقا
فالآن أحمد ما كنا لعهدكم .. سلوتمُ، وبقينا نحن عشاقا
ابن زيدون
غريبٌ بأرض الشرق يشكو للصبا .. تَحَمّلها منهُ السلام إلى الغربِ
وما ضر أنفاس الصبا في احتمالها .. سلام هوى، يهديه جسمٌ إلى قلبِ
حفصة بن الحاج
أغار عليك من عينَي رقيبي .. ومنكَ، ومن زمانك والمكانِ
ولو أنّي وضعتك في عيوني .. إلى يوم القيامة ما كفاني
حفصة بنت الحاج
أزوركَ؟ أم تزور؟ فإن قلبي .. إلى ما تشتهي أبدا يميلُ
وقد أُمِّنْتَ أن تظمى وتضحى .. إذا وافى إليَّ بك القبولُ
فثغري موردٌ عذبٌ زلالٌ .. وفرع ذؤابتي، ظلٌ ظليلُ
فعجِّل بالجواب فما جميلٌ .. أناتك عن “بثينةَ” يا “جميلُ”
حفصة بين الحاج
ثنائي على تلك الثنايا لأنني .. أقولُ على علمٍ، وأنطقُ عن خُبْرِ
وأنصفها -لا أكذبُ اللهَ- إنني .. رشفت بها ريقا، أرقَّ من الخمرِ
أحمد شوقي
سجا الليل حتى هاج لي الشعر والهوى .. وما البيد إلا الليل والشعر، والحبُّ
ملأتَ سماء البيد عشقا وأرضها .. وحُمِّلتُ وحدي ذلك العشق يا ربُّ
أبو نواس
والله ما طلعت شمس ولا غابت .. إلا وذكرك متروك بأنفاسي
ولا شربت لذيذ الماء من ظمأ .. إلا وجدت منك في الكاسِ
ولا جلست إلى قوم أحدثهم .. إلا وكنت حديثي بين جلاسي
أبو نواس
حوراء لو أبصرتَ يوما وجهها .. لحسبت أن البدر بين الناسِ
فكأنها خلقت، وحول عيونها .. خلق الجمال مسيّجا بالآسِ
ابن زيدون
أغائبة عني؟ وحاضرة معي؟ .. أناديكِ -لما عيل صبري- فاسمعي
أفي الحق أن أشقى بحبك أو أُرى ..حريقا بأنفاسي، غريقا بأدمُعي؟
ألا عطفةٌ تحيا بها نفس عاشقٍ .. جعلتِ الردى منه بمرأى، ومسمعِ
صليني بعض الوصل حتى تبيّني .. حقيقة حالي، ثم ما شئت فاصنعي
الأمير عبدالله الفيصل
قلبي وطرفي على قتلي قد اتفقا .. واحيرتاه، فما لي في الحياة بقا
قد أورثاني عشقا لست أحمله .. وأورثا مهجتني التسهيد والأرقا
فإن أتيتُ إلى قلبي أعاتبه .. ألقاه في غمرات الحب محترقا
وإن أتيتُ إلى طرفي أحاسبه .. أخشى، وحق الهوى، من مدمعي الغرقا
ناديت قاضي الهوى: بالله خذ بيدي .. إن رمت لله فعل الخير والصدقا
أشكو الغرام إليكم، فاقبلوا شغفي .. ولو شكوت لصخر، رقَّ واحترقا
فقال: والله لا يقضي لكم أحدٌ .. قلبٌ، وطرفٌ، هما للعشق قد خُلقا
قيس بن الملوّح
كتبت وقلبي، يشهد الله، عندكم .. ولو أنني طير لكنت أطيرُ
وكيف يطير المرء من غير أجنحٍ؟ .. ولكنَّ قلب المستهام يطيرُ
محب مجهول
لم أعد أدري إلى أين أذهبُ .. كلَّ يومٍ أحسُّ أنك أقربْ
كلَّ يومٍ يصير وجهك جزءا .. من حياتي، ويصبح العمر أخصبْ
وتصير الأشكال أجمل شكلا .. وتصير الأشياء أحلى وأطيبْ
قد تسرّبتَ في مسامات جلدي .. مثلما قطرة الندى تتسرّبْ
اعتيادي على فراقك صعبٌ .. واعتيادي على حضورك أصعبْ
كما أنا، كم أنا أحبّكِ، حتى .. إنَّ نفسي من نفسها تتعجبْ
يسكن الشعر في حدائق عينكِ .. فلولا عيناكِ، لا شعر يكتبْ
ابن الرومي
أعانقها، والنفس بعد مشوقةٌ .. إليها، وهل بعد العناقِ تدانِ؟
وألثم فاها كي تزول حرارتي .. فيشتدّ ما ألقى من الهيمانِ
وما كان مقدار الذي بي من الهوى .. لِيَشفيه ما قد تلثم الشفتانِ
كأن فؤادي ليس يشفي غليلهُ .. سوى أن يرى الروحين يمتزجانِ
الأمير عبدالله الفيصل
من أجل عينيكِ عشقت الهوى .. بعد زمان كنت فيه الخليّ
وأصبحتْ عينيَ بعد الكرى .. تقول للتسهيد لا ترحلِ
يا فاتنا، لولاه ماهزني .. وجدٌ، ولا طعم الهوى طاب لي
هذا فؤادي فامتلك أمرهُ .. واظلمه إن أحببتَ، أو فاعدلِ
الياس أيوب
سموتُ إلى دار الحبيبة ليلةً .. تساقط فيها الثلج، والجو زمجرا
بُعَيدَ غيابٍ دام شهرا حسبتهُ .. سنينا بعمر العاشقين وأكثرا
ولما بلغت الدار، قبَّلتُ بابها .. وجدرانها، من بعد تقبيلي الثرى
فلما تلاقينا، دهشت لأنني .. رأيت بليلى الخدَّ كالورد أحمرا
فقلت: شربت الخمر قبل وصولنا؟ .. فقالت: معاذ الله ذلك ما جرى
ولكنني لما عرفتك آتيا .. وموعدنا المعهودُ باتَ مُؤخّرا
وقفت على الشباك والبرد قارس .. فورّدَ ذاك البرد خدي كما ترى
شمس الدين التلمساني
لا تُخفِ ما فعلت بك الأشواقُ .. واشرح هواك فكلنا عشاقُ
قد كان يخفى الحبُّ لولا دمعك .. الجاري ولولا قلبك الخفّاقُ
فعسى يعينك من شكوت له الهوى .. في حمله، فالعاشقون رفاقُ
لا تجزعنَّ فلست أوّلَ مُغرمٍ .. فتكت به الوجنات والأحداقُ
فاصبر على هجر الحبيب فربما .. عاد الوصال، وللهوى أخلاقُ
-> هنا موضوع ذات علاقة :- شعر حب
إيليا أبو ماضي
عذّبي ما شئتِ روحي عذبي .. فعذاب الحبِّ أسمى مطلبي
وازرعيه في فؤادي مثلما .. يزرع الكرّامُ غرس العنبِ
واقطفي حباتِ قلبي حبّةً .. حبّةً، ثم اعصريها واشربي
كلمات الحب، أنغام السما .. أنزلتها روح عيسى، والنبي
محب مجهول
رضاكِ خير من الدنيا وما فيها .. وأنتِ للنفس أشهى من تمنّيها
الله يعلم أن الروح قد تلفت .. شوقا إليكِ، ولكنّي أُمنّيها
ونظرة منك يا سؤلي ويا أملي .. أشهى إليّ من الدنيا وما فيها
إني وقفت بباب الدار أسألها .. عن الحبيب الذي قد كان لي فيها
فما وجدت بها طيفا يكلمني .. سوى نواح حمامٍ في أعاليها
يا دارُ، أين أحبائي لقد رحلوا .. ويا ترى أيَّ أرضٍ خيّموا فيها؟
قالت: قُبيل العشا شدّوا رواحلهم .. وخلّفوني على الأطناب أبكيها
لحقتهم فاستجابوا لي فقلت لهم: .. إني عُبيدٌ لهذي العيس أحميها
قالوا: أتحمي جِمالا لست تعرفها؟ .. فقلت: أحمي جِمالا سادتي فيها
قالوا: ونحن بوادٍ ما به عشبٌ .. ولا طعام ولا ماء فنسقيها
خلّوا جمالكم يرعون في كبِدي .. لعلّ في كبدي تنمو مراعيها
روح المحبِّ على الأحكام صابرةٌ .. لعلّ مُسقِمها يوما يدوايها
لا يعرف الشوق إلا من يكابده .. ولا الصبابة إلا من يعانيها
لا يسهر الليل إلا من به ألمٌ .. لا تحرق النار إلا رِجلَ واطيها
جميل بثينة
أرى كلّ معشوقين غيري وغيرها .. يلذّان في الدنيا ويغتبطانِ
وأمشي، وتمشي في البلاد كأننا .. أسيران للأعداء مرتهنانِ
أصلّي فأبكي في الصلاة لذكرها .. لي الويل مما يكتبُ الملكانِ
ضمنت لها أن لا أهيم بغيرها .. وقد وثقت مني بغير ضمانِ
ألا يا عباد اللهِ قوموا لتسمعوا .. خصومة معشوقين يختصمانِ
وفي كل عامٍ يستجدانِ مرةً .. عتابا وهجرا، ثم يصطلحانِ
أبو فراس الحمداني
أراك عصيّ الدمعِ شيمتكَ الصبرُ .. أما للهوى نهيٌ عليك ولا أمرُ؟
بلى، أنا مشتاق، وعندي لوعةٌ .. ولكن مثلي لا يذاع له سرُّ
إذا الليل أضواني بسطت يد الهوى .. وأذرفت دمعا، من خلائقه الكِبرُ
تكاد تضيء النار بين جوانحي .. إذا هي أذكتها الصبابة والفِكرُ
رشيد سليم الخوري
نمْ يا حبيب القلبِ في مهد الهنا .. رفّت عليك سكينةٌ وسلامُ
لا تلثم الأحلام هدبكَ مرةً .. إلا إذا طابت لك الأحلامُ
ليت الطبيعةَ في يديَّ قيادها .. ليت الوجودَ ينامُ حينَ تنامُ
إلياس فرحات
حبيبي تعال تجد منزلك .. معدّا كما كان من قبلُ لكْ
تعال فما احتلّ قلبي سواكَ .. وغيركَ في خاطري ما سلكْ
حبيبي تعال ادنُ منّي فكم .. حسدت النسيم الذي قبّلكْ
تعال ارفع اليأس عن مدنفٍ .. إذا لم تُبادر إليهِ هلكْ
أموت على رشفةٍ من لماكَ .. فيا أكرمَ الناسِ ما أبخلكْ
نزار قباني
منذ أحببتكِ، البحار جميعا .. أصبحت من مياه عينيكِ تشربْ
حُبّكِ البربري أكبر منّي .. فلماذا على ذراعيك أُصلب؟
أتمنى، لو كنتِ بؤبؤ عيني .. أتُراني طلبتُ ما ليس يُطلب؟
أنتِ أحلى خُرافة في حياتي .. والذي يتبع الخُرافاتِ يتعبْ
نزار قباني
أحبكِ حتى يتمّ انطفائي .. بعينين مثل اتساع السماءِ
إلى أن أغيب، وريدا وريدا .. بأعماق منجدلٍ كستنائي
إلى أن أحسّ بأنكِ بعضي .. وبعض ظنوني، وبعض ردائي
أحبكِ، غيبوبة لا تفيقُ .. أنا عَطِشٌ يستحيل ارتوائي
أنا جعدة في مطاوي قميصٍ .. عرفتُ بنفضاته كبريائي
أنا -عفو عينيكِ-، أنتِ، كلانا .. ربيع الربيع،، عطاءُ العطاءِ
أحبكِ، لا تسألي أيّ دعوى .. جرحتُ الشموس أنا بادعائي
إذا ما أُحبّكِ، نفسي أحبُّ .. فنحنُ الغناءُ، ورجعُ الغناءِ
محمد أحمد الغرباوي
أحبيني وهاتي عشقك المجنون يسقيني
أنا ظمآنُ يا ليلاي فاقتربي وحاذيني
أنا كَلِفٌ وفي عينيكِ ترياقي فداويني
سحاباتٌ من الأزمانِ قد مرّت تعاديني
وضاع العمرُ، يا وجعي، وما اخضرّت بساتيني
فهيّا لملمي اللّقيا وبالعينين لُفيني
وحين أنام في شفتيك، يا ليلاي ناجيني
وإن تعِبَتْ بقايا يومي المكدودِ ضُميني
أريحيني وفي زمن الهوى بوحي، وزُفيني
ولا تقفي ومدّي نهركِ المجنونَ وارويني
وبالعينين حين أتوه في حزني أحيطيني
لميعة عباس
لمحتُ الحبَّ في عينيكَ
يتبعني، ويرشدني..
وميضا، في جنوحِ الريحِ
يهدي آخر السفنِ
لأولِ مرةٍ ألقاكَ..
رأيتك مرةً أخرى
بذات اليوم، في سهري
أمامي أنتَ
كاد الماء يُسكرني
فأعترفُ..
هذا البحرُ؟ أم جسدي؟
تحاول لجمه الشطآنُ
يا شطآنيَ ابتعدي
حدودي الكونُ حين أُحِبُّ
كلُّ الآنِ للأبدِ
أشدُّ بلحظةٍ جذلى
فتسبقني
تصيرُ غدي
تَبِعتُ الحبَّ في عينيكَ
يسبقني،
ويرشدني
وميضا في جنوح الريحِ
يهدي آخر السفنِ
أم الهناء بنت القاضي عطية
جاء الكتاب من الحبيب بأنهُ .. سيزورني، فاستعبرت أجفاني
غلب السرور عليَّ حتى أنهُ .. من عِظمِ فرط مسرّتي أبكاني
يا عين صار الدمع عندكِ عادةً .. تبكين في فرحٍ، وفي أحزانِ
فاستقبلي بالبشرِ يوم لقائهِ .. ودعي الدموعَ لليلة الهجرانِ
أبو صخر الهذلي
فيا حبّها، زدني جوىً كلّ ليلةٍ .. ويا سلوة الأيامِ، موعدكِ الحشرُ
إيليا أبو ماضي
أيقظ شعورك بالمحبة إن غفا .. لولا الشعورُ، الناسُ كانوا كالدمى
أحبب، فيغدو الكوخ كونا نيّراً .. وابغض، فيمسي الكون سجناً مظلما
محب مجهول
وما في الأرض أشقى من محبٍّ .. وإن وُجدَ الهوى حلوَ المذاقِ
تراهُ باكيا في كلّ حينٍ .. مخافة فرقةٍ، أو لاشتياقِ
فيبكي إن نأوا، شوقا إليهم .. ويبكي إن دنوا خوف الفراقِ
فتسخن عينه عندالتنائي .. وتسخن عينه عندالتلاقي
محب مجهول
تشكّى المحبون الصبابة ليتني .. تحمّلتُ ما يلقون من بينهم وحدي
فكانت لنفسي لذة الحب كلها .. فلم يلقها قبلي أحد ولا بعدي
البهاء زهير
لام في الحب أناسٌ .. وهو أخلاق الكرامِ
ما أرى الناس سوى العشاق من كل الأنامِ
محب مجهول
من عاش في الدنيا بغير حبيبِ .. فحياته فيها حياة غريبِ
ما تنظر العينان أحسن منظرا .. من طالب إلفاً، ومن مطلوبِ
محب مجهول
منىً، إن تكن حقّاً، تكن أحسن المنى .. وإلا فقد عشنا بها زمنا رغدا
أمانيُّ من سعدى رِواءً كأنما .. سقتك بها سعدى على ظمأ بردا
محب مجهول
إن سمعت البلبل الصدّاحَ بين الياسمين
يسكب الألحان ناراً في قلوب العاشقين
تتلظى حزنا وشوقا والهوى عنك بعيد
فاخبريني: هل غِنا البلبل في الليل يعيد
ذكرَ ماضيكِ إليك؟
أبو تمام
نقّل فؤادك حيث شئت من الهوى .. ما الحب إلا للحبيب الأولِ
كم منزل في الأرض يألفه الفتى .. وحنينه أبداً لأولِ منزلِ
محمد صالح
تقول، وفي العينين منها تساؤلٌ .. وحمرةُ خوفٍ قد تبدّت على الخدِّ
أحسُّ ارتعاشا في الجوانح غامراٌ .. كأنّي به قد بات مني على وعدِ
تُراه الهوى؟ قد جاء يعبق عندما .. خطوتُ إلى العشرين؟ أم خفقةُ السعدِ؟
وأطرقتُ لم أعرف جوابا لما ترى .. وما تشتكيه منهُ، مجلوّةُ القدِّ
وقلت لها، والسحرُ طاغٍ بلحظها .. وهل ينفع الشّاكي؟ وهل نُصحهُ يجدي؟
هو الحبُّ يا سمراءُ، والخوف، والضنى .. هو العمرُ لو يفنى، يظلُّ على العهدِ
هو النارُ تسري آهةً وتحرقاً .. هو الخفقُ لا يهدا، وإن زاد في العدِّ
أُعيذكِ يا سمراء، من وقدة الهوى .. ومن سهر الليلِ الطويلِ من الصدِّ
أُعيذُ العيونَ النُّجلَ من لوعةِ الضنى .. ومن آهةِ الأشواقِ، من حُرقةِ السُّهدِ
محب مجهول
فلا تحسبوا أنّي تغيّرتُ بعدكم .. على العهد لا كان المغيّر للعهدِ
غرامي غرامي، والهوى ذلك الهوى .. ووجدي لكم وجدي، وودّي لكم وُدّي
وليس مُحبّا من يدوم وداده .. مع الوصل، لكن من يدوم مع الصدِّ
محب مجهول
هي الشمس مسكنها في السماءِ .. فعزِّ الفؤاد عزاءً جميلا
فلن تستطيع إليها صعودا .. ولن تستطيع إليك نزولا
الحسين بن اسماعيل
هبّت شمالا، فقال: من بلدٍ .. أنتِ بهِ، طابَ ذلك البلدُ
وقبّلَ الريح من صبابتهِ .. ما قبّلَ الريحَ قبلهُ أحدُ
محب مجهول
صبٌّ، يحثُّ مطاياهُ بذكركمُ .. وليس ينساكمُ حلَّ أو سارَ
يرجو النجاةَ من البلوى بقربِكمُ .. والقلبُ يُلهِبُ في أحشائهِ نارا
ابن الرومي
نَظَرتْ، فأقصدت الفؤاد بسهمها .. ثم انثنت عنه، فكاد يهيمُ
ويلاه إن نظرتْ، وإن هي أعرضت .. وقع السهامِ، ونزعهنَّ أليمُ
ابن طباطبا
البدر لا يغنيك عنها إذا .. غابت، وتغنيك عن البدرِ
أبو هلال العسكري
أصبحتُ لا أدري وإن لم يكنْ .. في الأرضِ شيء أنا لم أدرِهِ
أَشَعْرُهُ أحسن من وجههِ؟ .. أم وجههُ أحسنُ من شَعرِهِ
ودُرُّهُ يؤخذُ من لفظهِ .. أم لفظهُ يؤخذُ من درِّهِ
وثغرهُ يُنظَمُ من عِقدِهِ .. أم عِقدُهُ يُنظم من ثغرِهِ
فمن عَذيرُ الصبِّ من صدِّهِ؟ .. ومن يُجير القلبَ من هجرِهِ؟
يا ليته يعرفُ حُبّي لهُ .. عساه يجزيني على قدرهِ
ابن الرومي
وحديثها، السحرُ الحلالُ لو انهُ .. لم يجْنِ قتل المسلمِ المتحرّزِ
إن طالَ، لم يُملِلْ، وإن هي أوجزتْ .. ودَّ المُحَدَّثُ أنّها لم توجزِ
محب مجهول
شكوت إلى بدرٍ هوايَ، فقال لي: .. ألستَ ترى بدرَ السماءِ الذي يسري؟
فقلت: بلا، قال: التمسه فإنه .. نظيري، ومثلي، في علوٍّ وفي قدرِ
فإن نلته، فاعلم بأنك نائلي .. وإن لم تنله، فابغِ أمرا سوى أمري
فكان كلا البدرين صعبا مرامهُ .. فويلي من بدر السماءِ، ومن بدري
البهاء زهير
حُرمت عيني منامي .. فعلى الطيف سلامي
لستُ أرضى من حبيبٍ .. بوصالٍ في المنامِ
أنا يقظانُ أراهُ .. في قعودي، وقيامي
عن يميني ويساري .. وورائي وأمامي
وهو في سرّي وجهري .. وسكوني، وكلامي
أيها اللائم فيهِ .. لا تُقصّر في ملامي
فمتى كررت ذكراه يزد فيه غرامي
لام في الحب أناسٌ .. وهو أخلاق الكرامِ
ما أرى الناس سوى العشاق من كلّ الأنامِ
عمر بن أبي ربيعة
بنفسي من أشتكي حُبّهُ .. ومن إن شكا الحبَّ، لم يكذبِ
ومن لا سِلاحَ له يُتّقى .. وإن هو نوزِلَ لم يُغلَبِ
ومن لا أُبالي رضا غيرهِ .. إذا هو سُرَّ ولم يغضبِ
ومن لا يُطِع بنا أهله .. ومن قد عصيت له أقربي
ومن لو نهاني عن حبه .. من الماء عطشان، لم أشربِ
ومن إن تسخّطََ أعتبتهُ .. وإن يرني ساخطا يُعتِبِ
ابراهيم عمر صعابي
أدميتِ جرحي، وانتِ الحزنُ أعشقهُ .. سافرتِ فيَّ، وما أحلاه من سفرِ
وعشتِ في حُلُمي إشراقةً ورؤىً .. ونسمةً من صباح الريفِ، يا قدري
ليال، عذرا، فإن الصبر يرفضني .. وفي طريقي مسافات من الضجرِ
من أين نبدأ؟ إني مُطرِقٌ نهِمٌ .. ما كان أشهى حديثَ الأرض للمطرِ
من أين نبدا -في صدقٍ- حكايتنا .. وكيف نبكي زمانا رائع الأثرِ؟
بيني وبينك ذكرى لست أجهلها .. ذكرى من الحبِّ، تفضي بالهوى العطرِ
الصوت والجرح ما زالا بذاكرتي .. يؤرّقاني بليل السهد والسهرِ
الصوت والجرح والآفاق مصغيةٌ .. لطائر داعبَ الأشواق في شجري
يدٌ من الزهرِ نامت فوق أوردتي .. لتمنح العمر أحلاما من الزهرِ
ياسر بدر الدين
قصائدي التي كتبتها..
بريشة الوريد
من أجل عينيك الحزينتين
يا حبيبتي
من أجل ثغرك المكابر العنيد
أقرؤها..
أقرؤها..
وألف مرة أُعيد
كتبتها لأنني أحبكِ
وكلما قرأتها..
أهواكِ من جديد.
سهام أبو فيصل
عندما أحبكَ يا حبيبي..
تخضر أوراق الأشجار
ويذوب العمر في العمرِ
وتعشق بعضها الأطيار..
عندما أحبكَ يا حلمي..
يتوه الأزرق في السماء..
والفرح يعانق الألم..
والطيبُ، يحتضن الإناء
وتصافح بعضها الأمم
وتضيع من الناس الأسماء
عندما أحبك يا عمري
أهديك عينيَّ ولا أكثر
أهديك شلال نور
فخذ حبيبي لونهما الأخضر
ولملم عن الأهداب
سواد الليل، وعن شعري
شذا النسرين والعنبر
فأنا عندما أحبكَ
تغني الدنيا، لا أكثر.
عبدالرحمن الغامدي
من أجل عينيكِ أستبيح قصائدي .. وأصيغ من عينيك لي أسرارا
إن الجمال على رموشكِ سحره .. وعلى جبينكِ يستريح نهارا
بحرية العينين، إني ضائعٌ .. وضياعنا في الحب ليس خيارا
إني إليكِ حملت كل مشاعري .. وجعلتها في حبكِ الأقدارا
وعلى عيونكِ قد رسمت ملامحي .. فأخذتها وملكتها استئثارا
وجعلت من حبي بداية قصتي .. هي لي أدوم لحبيَّ استمرارا
أنا عاشقٌ أشرعت كل مراكبي .. وخلاصنا أن نكمل الإبحارا
نزار قباني
عيونك في الليل.. تطرح ألف سؤال..
ومن شفتيكِ.. تسافر رائحة البرتقال..
وبين اشتعال دمي..
واشتعال المعادنِ..
يوجد ألفُ.. وألفُ احتمال…
فماذا أقولُ؟ وفي كل ركنٍ بجسمكِ
تتلى طقوسٌ، ويجري احتفال..
وكان لدي كلامٌ كثيرٌ..
ولكن بحضرة نهديكِ..
ماذا يقال؟
محب مجهول
زُرْ مرةً .. ما أصْبَحكْ!
وابسط عليَّ أجنُحك..
هيأتُ قلبي فالتصقْ
تعرفُ أنتَ مطرحك
طريقكَ الوردُ فدُسْ..
وشوشني لن يجرحك
سألتُ فيك اللهَ..
يا مُعذّبي أن يُصلِحك
إِقلع حبيبي أجْرَمَ الوشاح حين وشّحك
واقعد معي أبيع عمري كله كي أربحك
نزار قباني
أريدكِ..
أعرف أني أريد المحال..
وأنكِ فوق ادعاء الخيال
وفوق الحيازة، فوق النوال
وأطيب ما في الطيوبِ
وأجمل ما في الجمال
أريدكِ..
أعرف أنكِ لا شيء غير احتمال
وغير افتراضٍ..
وغيرُ سؤالٍ، ينادي سؤال.
ياسر بدر الدين
حلمٌ أنتِ لم يطُلهُ الخيالُ
وجمالٌ يُجَنُّ فيه الجمالُ
حلمٌ أنتِ عالقٌ في خيالي
وحياتي كما ترين خيالُ
شاعرٌ تملأ الأساطير عقلي
وبحرفي غرائب ومحالُ
مُبحرٌ في العيون، ضلّ طريقي
ولكم طاب في العيون ضلالُ
مُبحرٌ زورقي براعمَ حُبٍّ
وشراعي تناغم ودلالُ
عاشقٌ أرقبُ المياه كطفلٍ
والمحبون كلهم أطفالُ
فبجفنيَّ من أسى الحبِّ دمعٌ
وبقلبي حرائق واشتعالُ
أنتِ روحي، ومهجتي، وكياني
فأنا، أنتِ، رعشةٌ وانفعالُ
أنتِ صمتٌ معذّبٌ في فؤادي
وعلى مبسمي الكسولِ سؤالُ
أنتِ حرف ملعثمٌ في شفاهي
أعذب الشعرِ، أحرفٌ لا تُقالُ
ياسر بدر الدين
العمرُ لها..
الروح لها..
والقلب يذوب بها ولها..
لحظات الحب السحرية
لو نرسمها في فِكرينا..
لو نغرسها في روحينا..
لو نغمدها في قلبينا..
كسيوف بيضٍ، تتريّة
ما أحلى أن نحيا معها
نفنى معها..
لا ندع الحاضر يسرقها..
لا ندع الأمس
ما أروع أن تقف الدنيا
ويشقّ القمرُ..
وتُطفأ الشمسُ
وأنا والحب وأنتِ
وقبلةُ حبِّ وردية..
ترسمنا لهبا، تشعلنا..
لحظات الحب السحرية.
ياسر بدر الدين
حبيبتي.. لنلتقِ..
أنا وأنتِ والهوى..
وألف غصنٍ مورقِ
وغيمةٍ حالمةٍ
سابحةٍ في الأفقِ
تضّمنا.. تحملنا
لكوكبٍ مؤتلقِ
لنجمة تحكي لنا
حديث حبٍّ شيّقِ
عن قمرٍ أحبها..
قبّلها في نزقِ
عن نجمة عاشقةٍ
ونجمةٍ لم تعشقِ
أنا وأنتِ حلوتي..
يا وعد حبٍّ قلقِ
ما العمر إن لم نعشقِ؟
ما الحب إن لم نُحرقِ؟
أنا وأنت والهوى
ينقلنا بزورقٍ
من جزر غريبةٍ..
لعالمٍ لم يُخلقِ
ياسر بدر الدين
أحسُّ أن كل من في الأرض..
يا حبيبتي، عشاق..
الناسُ، الترابُ
الأحجار والأوراق..
ثغر النسيمِ يلثم الزهور والصخور..
والها مشتاق
والشمس لا تنامُ..
والنجوم يا حبيبتي ترقصها الأشواق..
والحب ينثر الجمار في القلوب
في الدروب، فالدنى احتراق
ما الحب يا حبيبتي إن لم نمت..
إن لم نذب في حبنا احتراق؟
نزار قباني
ليس لديّ مهنة أخرى ..
في هذ1 العالمِ
سوى أن أحبكِ
ولو حدث أن توقفت
عن ممارسة هذا الجنون الجميل..
لأصبحت عاطلا عن العمل!
نزار قباني
ليس حبي لكِ.. تشبيها جميلا
واستعاره..
إنه أكبر من صوتي..
ومن إيقاع أحلامي..
ومن حجم العبارة
غازي القصيبي
هل يستطيع أن يريكِ في القفار روضتين؟
هل يستطيع أن يحيل مقلتيكِ نجمتين؟
هل يستطيع أن يصوغ في هواكِ كلمتين؟
من الذي يقول للحروف: طيري كالطيور
ورفرفي بقرب خصلتين..
ومن يرقرق الربيع والخمور.. قصيدتين؟
أنا الذي حفرت في المساء..
لما قدّمتِ بسمتين..
أنا الذي أوغلت في السماء
على جناح نظرتين..
وعدت أحمل القمر..
إليكِ، فوق غيمتين..
أنا.. سلي عاشقك البديع
هل يستطيع؟
ابراهيم ناجي
أنا أحلمُ
أنا يا حبيبةُ أحلمُ
أنا أغمض العينين.. أسبحُ
في جمالكِ أنْعُمُ
وأراكِ في الأحلام فاتنتي
التي استسلمُ
لدلال نظرتها التي تتكلمُ
للهيب قبلتها التي لا ترحمُ
أنا، يا حبيبةُ، أحلمُ
بكِ، بالهوى، بالموعدِ
بحنيننا المتجّددِ
أنا لست مثل الحالمين..
أحلامُ حُبّكِ من يقين
أنا أعشقُ..
أنا أعشقُ اليوم الذي..
أشرقتِ فيه على دجاي
أنا أعشق الركن الذي..
بددتِ فيه أسى صباي
أنا أعشق الخصلات تغمرني..
وتغمر موعدي..
أنا لست مثل العاشقين
فهواكِ، أكبر من غدي
وهواكِ يهزأ بالسنين.
سلطان خليفة
صوني الجمال فعين الحسن ترعاكِ
يظل يجذبني همسٌ لنجواكِ
داري الدلال، فكم أتلفتِ من مُهجٍ
كم أرجعتني لشطّ السعدِ عيناكِ
بعثت فيَّ رُفاتُ الشوقِ فاشتعلت
خوامد الحبِّ وانساقت للقياكِ
يا بهجة الوردِ، في خدّيكِ رونقهُ
ونفحهُ يتهادى من مُحيّاكِ
وكيف ينضُبُ ودٌّ أنتِ منبعهُ؟
لا أستسيغ حياتي دون مرآكِ
يا فتنة العشقِ، يا حلْما يسامرني
قد يغربُ الطيف، لكن لست أنساكِ
هتفت بالطيفِ: قف بي كي أنادمها
أشاحَ نأياً، وظلّ القلبُ يرعاكِ
يا بهجة العمرِ، هل في العمر من سعةٍ
ولحظةِ نتساقى شهدَ ريّاكِ؟
يا منهلاً بسُلافِ الودِّ أترعني
ما كنتُ أدركُ سرَّ الحبِّ لولاكِ
مهما أحاول أن أسلاكِ يا أملي
لا بد أنّي مع الأشواقِ ألقاكِ
سلطان خليفة
أُسائلها من أنتِ؟ قالت جميلةٌ
فقلت لها: حقّاً وحُسنكِ يشهدُ
وهذا الدلالُ الغضُّ ينسابُ رائعاً
وهمسُ لحاظٍ حورها يتمرّدُ
وطرفٌ، يبثُّ السعدَ من لحظاتهِ
ويفشي تباريح الفؤادِ، ويُنشدُ
غزاني، فلم أملك من الأمر مهرباً
وومضُ بريقٍ ظلّ يدنو ويبعدُ
ينادمني حيناً، وحيناً يبثّني
حناناً كأنغام المساءِ يغرّدُ
تعيشين في قلبي، وتحيين في دمي
وفي كلّ فجٍّ وحيُكِ المتجدّدُ
فقالت: ألا تدنو؟ فقلت: تمهلي
فإن إسارَ الحبِّ شيءٌ مقيّدُ
فقالت: قيود الحبِّ تعبق بالشذى
ونحن على شطآنها نتمدّدُ
سأُعطيكَ من نبع الوداد سُلافةً
وشيئاً من الشهدِ الذي أنتَ تُنشِدُ
فقلت لها: رؤياكِ تشفي، وبسمةٌ
وهمسٌ رقيقٌ، بالفؤاد يزغردُ
وأنتِ مع الأيامِ أحلامُ مهجةٍ
تُراودها الأطيافُ، والطّرف مُسْهَدُ
وأنتِ امتدادُ العشقِ أنتِ نعيمهُ
وليس لهذا الشوقِ حدٌّ مُحدّدُ
وبتنا على عزٍّ، يسامرنا الهوى
وفاضت أمانينا، وشبَّ التوقّدُ
عصام العريضي
حُبٌّ بعينيكِ، أم ذا وهمُ من عشِقا؟
إنّي أُحبّكِ، خاب الوهمُ أم صدقا
ماذا رسمتِ على جفني؟ فصرت أرى
في وجهكِ الفجرَ، والعُصفورَ، والورقا
أيقظتِ فيَّ ربيعا نامَ من زمَنٍ
واليوم أشرقَ في خدّيكِ وائتلقا
يا هندُ، أنتِ رحيقُ الوحي في قلمي
واللهُ، أجملَ من عينيكِ ما خَلقا
في كلِّ رفّةِ جفنٍ، موجةٌ عصفت
ما أروع الموجَ في عينيك مصطفقا
لا الأفقَ أقصدُ، لا المرساة أطرحها
إما غرقتُ، فإني أبتغي الغرقا
خبّأتُ حُبّكِ في الأعماق أكتمهُ
لكنّهُ حطّمَ القضبان وانطلقا
كم رفَّ قبلُ بأهدابي يرنّحهُ
شوقٌ إلى البَوحِ في ريشاته خفقا
اليوم أشهدُ أنّي قد خُلقت لهُ
من حلّ طيفكِ في أجفانهِ، خُلِقا
واليوم ينطقُ شِعري بعد جفوتهِ
لولاكِ انتِ، لسان الشعرِ ما نطقا
نزار قباني
كتبتُ (أُحبّكِ) فوق جدار القمرْ
(أُحبّكِ جدّاً)..
كما لا أحَبّكِ يوما بشرْ
ألم تقرأيها؟
بخطّ يدي..
فوق سور القمرْ؟
وفوق كراسي الحديقةِ
فوق جذوع الشجرْ؟
وفوق السنابلِ..
فوق الجداولِ..
فوق الثّمرْ
وفوق الكواكبِ
تمسح عنها غُبار السفَرْ؟
حفرتُ (أُحبّكِ) فوق عقيق السّحَرْ
حفرتُ حدود السماءِ
حفرتُ القَدَرْ
ألم تُبصريها؟
على ورقات الزّهَرْ؟
على الجسرِ، والنهرِ، والمنحدرْ؟
على صدفاتِ البحارِ
على قطراتِ المطر؟
ألم تلمحيها؟
على كل غصنٍ
وكلّ حصاةٍ، وكل حجرْ؟
كتبت على دفتر الشمسِ
أحلى خبرْ
(أُحبّكِ جدّاً)..
فليتكِ كنتِ قرأتِ الخبر.
الشيخ جمال الدين
عانقتهُ، فسكرتُ من طيب الشذا
غصنٌ رطيبٌ، بالنسيمِ قد اغتذى
نشوانُ، ما شربَ المُدامَ وإنما
أضحى بخمرِ رُضابهِ متنبّذا
أضحى الجَمالُ بأسرهِ، في أسرهِ
فلأجل ذاكَ على القلوبِ استحوذا
وأتى العذولُ يلومني من بعد ما
أخذَ الغرامُ عليَّ فيهِ مأخذا
لا أنتهي، لا أنثني، لا أرعوي
عن حبّهِ، فليهذِ فيهِ من هذى
واللهِ ما خطرَ السلوُّ بخاطري
مادمت في قيدِ الحياة، ولا أذى
إن عشتُ، عشتُ على هواه، وإن أمُتْ
وَجداً بهِ وصبابةً، يا حبّذا
صالح جودت
وقالت:
سوف تنساني..
وتنسى أنني يوما
وهبتكَ نبضَ وجداني
وتعشقُ موجةً أخرى
وتهجرُ دفءَ شطآني..
وتجلسُ مثلما كنا
لتسمع بعضَ ألحاني
ولا تعنيك أحزاني..
ويسقط كالمنى اسمي
وسوف يتوه عنواني
تُرى.. ستقول يا عمري..
بأنك كنت تهواني؟
..
..
فقلت: هواكِ إيماني
ومغفرتي.. وعصياني..
أتيتُك والمنى عندي
بقايا بين أحضاني..
ربيعٌ ماتَ طائرهُ
على أنقاضِ بُستانِ
رياحُ الحزنِ تعصرني..
وتسخرُ بين وجداني
أحبكِ.. واحةً هدأت
عليها كل أحزاني
أحبكِ.. نسمةً تروي
لصمت الناس ألحاني
ولو خُيِّرتُ في وطنٍ
لقلت: هواكِ أوطاني
ولو أنساكِ يا عمري
حنايا القلب، تنساني
إذا ما ضعتُ في درب
ففي عينيكِ عنواني
أبو القاسم الشابي
عذبةٌ أنتِ، كالطفولةِ، كالأحلامِ، كاللّحنِ، كالصباحِ الجديدِ
كالسماءِ الضّحوكِ، كالليلةِ القمراءِ، كالوردِ، كابتسامِ الوليدِ
أنتِ قُدسي، ومعبدي، وصباحي، وربيعي، ونشوتي، ووجودي
ياابنة النورِ، إنني أنا وحدي، من راى فيكِ روعةَ المعبودِ
فدعيني أعيشُ في ظلّكِ العذبِ، وفي قربِ حُسنِكِ المشهودِ
عيشةً للجمالِ، والفنِّ، والإلهامِ، والطهرِ، والسنا والسجودِ
عيشة الناسكِ البتولِ يناجي الربَّ في نشوةِ الذهولِ الشديدِ
وامنحيني السلامَ، والفرحَ الروحيَّ، يا ضوء فجري المنشودِ
وارحميني، فقد تهدّمتُ في كونٍ من اليأسِ، والظلامِ مَشيدِ
أنقذيني من الأسى، فلقد أمسيتُ لا أستطيع حمل وجودي
وانفخي في مشاعري مرحَ الدنيا، وشدّي من عزميَ المجهودِ
وابعثي في دمي الحرارةَ علّي، أتغنى مع المنى من جديدِ
وأبثُّ الوجودَ أنغامَ قلبٍ، بلبليٍّ، مُكبّلٍ بالحديدِ
أنقذيني، فقد سئمت ظلامي، أنقذيني، فقد مللت ركودي
وحرامٌ عليكِ أن تهدمي ما شاده الحسنُ في الفؤادِ العميدِ
وحرامٌ عليكِ أن تسحقي آمال نفسٍ تصبو لعيشٍ رغيدِ
منكِ ترجو سعادةً لم تَجِدها، في حياةِ الورى، وسحرِ الوجودِ
فالإله العظيم لا يرجمُ العبدَ إذا كانَ في جلالِ السجودِ
حسيب غالب
في القلبِ داءٌ، وهذا الداءُ يُضنيني
وهل سوى موقفي في الداءِ يشفيني؟
الداءُ، ما الداءُ يا ليلى سوى عطشٍ
إلى لماكِ، فهاتِ الثغرَ واسقيني
قالوا: جُننتَ بليلى؟ قلت: ويحكمُ
ما لذّةُ العيشِ إلا للمجانينِ
قالوا: تموتُ بها حبّا، فقلت لهم:
ألا اذكروها على قبري، فتحييني
قالوا: تخيّر سواها، فهي قاسيةٌ
فقلت: لا، غير ليلى ليس يرضيني
فلو جمعتم جمال الكونِ أجمعهُ
في شخصِ أخرى، وقد جاءت تناجيني
لكنتُ كالصخرة الصمّاءِ عاطفةً
وقلت: هذا جمالٌ ليسَ يعنيني
إن العيون التي بالوصلِ تضحكني
هي العيونُ التي بالهجر تبكيني
قالوا: ضللتَ، فلُذ بالدينِ تلقَ هدى
فقلت: من غير ليلى في الورى ديني؟
اليس مافي حنايا الصدرِ يعبدها؟
وكلُّ ما جالَ في طيِّ الشرايينِ؟
أليسَ مَذبَحها قلبي الشقيُّ بها
وسفكُ دمعيَ من بعدِ القرابينِ
قالوا: تردّد على الروضِ النضيرِ ففي
أزاهرِ الروضِ سلوى، والرياحينِ
فقلت: بعد شذاها لا أطيقُ شذىً
وقلت: لا خيرَ في زهرِ البساتينِ
قالوا: لعلّ أغاريد الطيورِ بها
تخفيف ما فيكَ من آهاتِ مفتونِ
فقلت: إن لم تكن ليلى مُغرّدةً
فلتخرس الطير من فوقِ الأفانينِ
قالوا: انتحرْ، فلعلّ الموت يُخمدَ ما
يثورُ في النفسِ من نارِ البراكينِ
فقلت: في الموت فصلُ الروحِ عن جسدٍ
والروحُ ليلى، وهذا الفصلُ يُشقيني
يا ليتني كنت يا ليلى ردائكِ كي
أُطوّقَ الجسدَ المخمورَ باللينِ
يا ليتني كنت يا ليلى لسانكِ كي
أمتصَّ ما تشتهي نفسي وتغريني
أنا الفقير إلى ليلى، فإن رضيتْ
أحيا، وإلا فنارُ الحبِّ تُفنيني
معروف الرصافي
رقّت بوصفِ جمالكِ الأقوالُ
ورأتكِ، فافتتنت بكِ العُذّالُ
وهبَ الإله بكِ الجمالَ تجمُّلاً
حتى كأنكِ للجمالِ، جمالُ
كلُّ العيونِ إذا برزْتِ شواخِصٌ
كيما تراكِ، وغَضُّهُنَّ مُحالُ
كم قد سَفَرتِ، ففي القلوبِ تولّهٌ
لمّا رأوكِ، وفي العقولِ خيالُ
ربطوا الأكفَّ على ضلوعٍ تحتها
بين النواظرِ والقلوبِ جِدالُ
لو كنتِ في أيامِ يوسفَ لم تكنْ
بجمالِ يوسفَ تُضربُ الأمثالُ
ولقطَّعتْ دون الأكُفِّ قُلوبَها
شوقاً إليكِ، مع النساءِ، رجالُ
كم قد يجورُ على جفونكِ سُقمها
كسراً، وتُجهدِ خصركِ الأكفالُ
عجباً لطرفكِ، وهو أضعفُ ما أرى
يرنو، فترهبُ فتكهُ الأبطالُ
الحصري القيرواني
يا ليلُ الصبِّ متى غَدُهُ؟
أقيامُ الساعةِ موعدهُ؟
رقَدَ السُمّارُ وأرّقَهُ
أسفٌ للبينِ يردّدهُ
كَلِفٌ بغزالٍ ذي هَيَفٍ
صوتُ الواشينَ يُشَرّدُهُ
نصبتْ عينايَ لهُ شَرَكاً
بالنومِ فعزَّ تَصيّدُهُ
صاحٍ، والخمرُ جنى فمِهِ
سكرانُ اللحظِ، معربدهُ
ينضو من مُقلتهِ سيفاً
وكأنَّ نُعاساً يُغمدُهُ
فيريقُ دمَ العُشاقِ بهِ
والويلُ لمن يتقلّدهُ
يا من جحدتْ عيناهُ دمي
وعلى خدّيهِ توَرُّدُهُ
خدّاكَ قد اعترفا بدمي
فعلامَ جفونكَ تجحدُهُ؟
كلاّ، لا ذنبَ لمن قتلتْ
عيناهُ، ولم تَقتُل يدهُ
إنّي لأُعيذكَ من قتلي
وأظنّكَ لا تتعمّدُهُ
المتنبي
أرقٌ على أرقٍ، ومثليَ يأرقُ
وجوىً يزيدُ، وعَبرةٌ تترقرقُ
جُهدُ الصبابةِ أن تكونَ كما أُرى
عينٌ مسهّدةٌ، وقلبٌ يخفِقُ
ما لاحَ برقٌ، أو ترنّمَ طائرٌ
إلا انثنيتُ، ولي فؤادٌ شيّقُ
جرّبتُ من نارِ الهوى ما تنطفي
نار الغضى، وتكلُّ عمّا تُحرِقُ
وعذلتُ أهلَ العِشقِ حتى ذُقتُهُ
فعجبتُ كيفَ يموتُ من لا يعشَقُ
وعذرتُهمْ، وعرفتُ ذنبي أنني
عيّرتُهم، فلقيتُ فيهِ ما لقوا
البحتري
وقد ضمّنا وشْكُ التلاقي، ولفّنا
عناقٌ على أعناقنا، ثمّ ضيّقِ
فلم ترَ إلاّ مُخبِراً عن صبابةٍ
بشكوى، وإلاّ عَبرةٌ تترقرقُ
فأحسِن بنا، والدمعُ بالدمعِ واشِجٌ
تمازُجُهُ، والخدُّ بالخدِّ مُلصَقُ
ومِنْ قُبَلٍ، قبلَ التشاكي، وبعدهُ
نكاد لها من شدّةِ الوَجدِ نَشْرَقُ
فلو فهمَ الناسُ التلاقي، وحُسنهُ
لحُبِّبَ من أجلِ التلاقي التفرُّقُ
المصدر: .:: منتديات الوليد ::. - من قسم: شعر poems و خواطر
via مدونة الوليد http://ift.tt/1jR5iui
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire