المحامي خضيري علي السناح الجميلي
المحامي خضيري بن علي بن حسين بن سناح الجميلي ولد في قرية الجميلة في قضاء الشرقاط من محافظة صلاح الدين العراقية سنة (1941)م وأكمل دراسته الابتدائية في مدرسة الشرقاط الابتدائية سنة (1948)م حيث إنها كانت المدرسة الوحيدة في المدينة آن ذاك ,ودرس الإعدادية في الموصل في الإعدادية الشرقية ,لعدم وجود إعدادية في الشرقاط في تلك الفترة وتخرج منها سنة( 1953)م ونشا في بيئة ساعدته على التوجه العلمي والسلوك الديني وتلقى الدروس والمعارف على يد الدكتور احمد الكبيسي والشيخ عبد الملك السعدي , وكان عندما يجتمع مع زملاءه يبث إليهم محبته بالمصطفى محمد صلى الله عليه وسلم ويقول إنني أراه دائما في المنام واسأله ويجيبني , وعمل مأمورا للمال في المخازن الحكومية في احدى المحافظات لمدة سنة واحدة وترك الوظيفة لأنه رأى أن بعض الأيدي تمتد لسرقة المخازن بطريقة أصولية فحاول منعهم ولكن دون جدوى فاختار ترك الوظيفة لأنه أفضل من الانحدار في بؤرة السحت أو سرقة المال العام ,وعمل مديرا للمال في الشرقاط منذ سنة (1955)م ونقل الى مدينة الحمدانية شرقي الموصل وعمل فيها لمدة سنتين بمنصب مدير المال , ثم أعيد ثانية إلي الشرقاط بنفس المنصب ,وكان يحرص دائما على النزاهة فكان دائما يردد مثلا عربيا يضرب في المحافظة على سمعة الأهل و يوصي به ابنائه فيقول يا بني (إذا ما تقدر تعلي ثوايا اهلك فلا تخربها )أكمل دراسته الجامعية في كلية القانون جامعة بغداد سنة (1976)م وصدر أمر نقله الى منصب قاضي تحقيق سنجار سنة( 1978)م فرفض النقل وهدد باالاستقالة إذا لم يعاد الى منصبه لأنه كان يقول (إني أخاف الله ,وأخاف أني لن أستطيع تحقيق العدل ,وان الذي يعمل في القضاء يذبح بغير سكين )وبعد ذلك حصلت الموافقة على إعادته إلى منصبه, أسس نقابة المحامين في الشرقاط سنة (1978 )م وكان أول رئيسا لها,واختص في القانون الجنائي , وعمل مديرا ماليا للشرقاط لغاية العام (1991) حيث تفرغ للمحاماة ,لإظهار الحق وليس العكس وكان من الدعاة إلى الإسلام وألقى محاضرات دينية كثيرة وله مؤلفات ودراسات ليست بالقليلة وأدار عدة ندوات في الدعوة إلى الله في قاعة ثانوية الشرقاط ,والده علي حسين السناح كان يعمل في نقابات عمال النفط وكان رجلا كريما وأنيسا وكان من الدعاة إلى القومية العربية ونظم مظاهرات عديدة للمطالبة بذلك , وفي سنة (1968) فاشترى له سيارة نوع (لويد )موديل( 1950) واعتقد إنها بريطانية الصنع والمحرك (بستم واحد) ,وكانت كثيرة العطلات ولعدم وجود مصلح سيارات في الشرقاط في تلك الفترة , كان أكثر العطلات تكرارا هو سوفان الدشلي في صندوق السرعة للسيارة .
وقال فيها الشاعر أبو مزهر (ما نقدر أنروح أنزور ما دام الدشلي مكسور )
وكانت هذه السيارة جميلة وكانت أبوابها تفتح عكس ما موجود حاليا ,
وكان عمه سليم السناح الذي كان لقبه (المصوت بالعشاء) شجاعا وكريما وقاتل دفاعا عن العراق في معركة الجر ناف الشهيرة ضد القوات البريطانية الغازية آنذاك وقتل في تلك المعركة ولم يعثر على جثته لحد الآن ,وكان المحامي خضيري كريما ذا نفس طيبة رءوفا بالناس وعطوفا عليهم ومن أحب الأعمال الى قلبه قضاء حوائج الناس , ولذلك يحبه جميع أبناء الشرقاط ,وكان يكاد لايمر يوم إلا وفي بيته ضيوف, وفي احد الأيام كان عنده ضيوف فلما كانت زوجته تعد الطعام ,سقطت من الدرج وكسرت يدها وكانت تتألم كثيرا فلم يأبه بذلك وأكمل الغداء وقدمه للضيو ف حتى اكملوا غدائهم وذهبوا ثم نقل زوجته الى الطبيب الشعبي (المجبر للكسور) ولم يجعل الضيوف يكون لهم أي إحساس بما جرى , وانه كان شديد الالتزام بالقانون لعلمه به ,ويعرف ذلك جميع أبناء مدينة الشرقاط حيث انه كان لا يتوكل عن متهم إلا بعد قراءة أوراقه والتأكد من انه برئ فعلا وكان لا يشترط مبلغ المال مقابل أتعاب المحاماة ,وإنما فقط كان يقول كلمة (إلي تقدر عليه )و كانت هوايته إطعام الحيوانات ويستأثر على نفسه ويأخذ من طعامه ويعطيه لحيوانات القرية وكان يقول في ذلك مبررا ما يفعله (إن الأنفس أخوة)وكان يوصي دائما أن يعطى الأجير حقه قبل أن يجف عرق جبينه وذلك تيمنا بحديث الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم , وفي احد الأيام عندما كان يتفقد مزرعته وجد فيها عائلة متكونة من رجل ضالع في السن وامرأتين يحصدون ذرة صفراء ناضجة من مزرعته فلما رأوه أرادوا أن يخرجوا من المزرعة بسرعة فناداهم وقال( لا تخافون إن هذا الزرع ليس لي فقط بل انه لله ,أكملوا حصادكم وخذوا حاجتكم) فذهب وتركهم في المزرعة يحصدون ,ويروي لنا المحامي خضيري ألجميلي عن زيارته للرئيس المرحوم عبد السلام عارف رئيس الجمهورية العراقية سنة (1964)م في القصر الجمهوري في بغداد ومن الطريف أن سيارة الأجرة (باص المصلحة ) أوصلته الى باب القصر الجمهوري ,وذلك لوجود موقف سيارات الباص أمام القصر الجمهوري, واستقبلهم الرئيس المرحوم في باب القصر الداخلي حتى بانت على نواظيرهم لوائح العجب وعلى وجوههم علامات الدهشة ,ويروي لنا ان عدد الجنود الذين كانوا يحرسون القصر الجمهوري من الداخل لا يتجاوز عددهم عشرة جنود ,وبعد الترحيب بهم سألهم الرئيس مخاطبا (أني أخوكم إذا كنتم محتاجين أي شي )؟ فأجابوه إنهم لا يحتاجون أي شي وإنما جاءوا للسلام فقط ,ويروي لنا احد أصدقائه إن المحامي رأى في يوم من الأيام ضباطا وجنود يقومون بأداء واجبهم فقال (إنشاء الله إذا كبر أولادي فلن اقبل لهم مهنة غير العسكرية )فلما سألته لماذا؟
اجابني (إن العسكرية شرف وواجب مقدس لأنها تحمي الوطن فالدولة التي ليس لها جيش ,تأكلها الدول كما يأكل الذئب الغنم )
وقال لي مرة انه لا يستطيع أن ينام ليلة واحدة إذا كان احد الأشخاص غاضبا منه , وقال لي أيضا انه لم يغضب من إنسان قط ,طوال عمره ويقول لنا انه يوميا يرى في المنام احد الأموات اللذين يعرفهم فيناجيهم ويشاورهم في أموره , وفي يوم من الأيام ماتت من أغنامه ثلاث نعجات فأرسل يطلب أولاده فسألهم ,من منكم جلب مالا حراما إلى دارنا ؟فأجاب احدهم ليس أنا وقال الآخر أنا لم اجلب أي مال حرام سوى أني تلقيت هدية زجاجة عطر سعرها ثلاث دنانير ,فقال الأب هنا مكان الداء إن زجاجة العطر هذه حرام وسعرها ثلاثة دنانير فاذهب الله بدلها ثلاثة أغنام من أغنامنا لأننا أناس متطهرين ,وفي يوم آخر جاء رجل من القرية يدعى أبو خلف وقال لأحد أبناء خضيري (سلم لي على أبوك وقل له نريد أن نذهب غدا ونضع حدا بين ارضي وأرضكم وأريده أن يحضر الفرز )فلما اخبر الولد أباه قال اذهب إليه الآن وأقرئه مني السلام وقل له نحن إخوة وانه مخول بالتخطيط ونحن لدينا ثقة به واني لن اذهب معهم هو يضع الحدود وأنا اقبل بها واشكر له تعبه , ويروي لنا السيد حمد انه في يوم من الأيام أتى إليه احد أقاربه للاستشارة في اختيار محامي للدفاع عن قريبهم المتهم , يقول فقلت له عليك أن تختار المحامي خضيري لان القاضي عندما يراه يترافع عن متهم سيتأكد القاضي أن المتهم برئ لان خضيري لا يتوكل عن متهم إلا إذا كان بريئا فعلا , ولم اذكر ذلك من باب المدح ولكن هذه الحقيقة لابد أن أبينها , وكان يوصي دائما أن لا يكون الإنسان عبدا لكرسي المنصب ,فمن يكون بمنصب مرموق عليه بمخافة الله عز وجل أولا ثم العدل ثانيا ثم قضاء حوائج الناس ثالثا ,وكان يقول لنا ويردد دائما المقولة الشهيرة
(لو دامت لغيرك لما وصلت إليك)ويقصد بذلك المناصب ,
وكان يشبه المنصب بكرسي الحلاق , وكان يحذر من استغلال المنصب للإغراض الشخصية ,
ويقول( أن الأمم تبتلى في أيام المحن بكثير من الأمراض التي تضعف من شانها,ومن هذه الامرض الخطيرة الرشوة ويجب أن يكون الموظف خادم لشعبه و أمين على عمله ويجب أن يكرس جهوده من اجل المصلحة العامة فإذا ما استغل منصبه ونفوذه لتحقيق منفعته الشخصية فقد خان الأمانة واضر بمصالح شعبه ولا يجوز لمن يتولى أمر الناس قبول الهدية لكي لا يؤثر ذلك على حقوق الآخرين وان من واجب المسؤول محاسبة موظفيه أو عماله محاسبة دقيقة وتدقيق أموال الموظفين في إطار من أين لك هذا ) .
ومن أكثر الحكم التي كان يؤمن بها(العدل اساس الملك)
وكان يقول ( إن الأمم العادلة يدوم حكمها طويلا بأمر من الله سبحانه وتعالى حتى وان كانت كافرة تكريما للعدل).
ويقول (ان لكل امة اجل, ولكل اجل كتاب وان الملك بيد الله تعالى وان الله سبحانه وتعالى يقلب الليل والنهار ويرفع من يشاء ويخفض من يشاء )وبهذا يوصي بعدم الركض وراء المناصب لأنها مكتوبة من الله عز وجل,
ويقول (إن الملوك إذا جاروا على الرعية فلم يؤخذ للمظلوم حقه ممن ظلمه فسيسلط الله على الملوك من يفعل بهم كفعلهم برعاياهم ),
وعن اختيار الحاكم لبطانته كان يوصي( باختيار البطانة من أهل الخير والصلاح وذوي الأمانة والدين والكفاية والجرأة في الحق لكي يتمكن الحاكم من إصلاح رعيته ويتفرغ لشؤونها ويصونها من عبث الأشرار المفسدين فيحبه شعبه وتتقدم أمته وينال رضا الله سبحانه وتعالى )
ومن الوصايا التي كان يوصي بها (قلوب الحكام معلقة في العرش يقلبها الله كيف يشاء )وفي هذا التأكيد على ان الأوامر التي تصدر من الحكام لا يمكن التكهن بها مقدما ,وكان من المحاربين للقبلية والعصبية فكان يقول ان هويته وقبيلته الإسلام وانه من دعاة التوحيد وكان يقول ان العبادة هي افراد الله سبحانه بجميع ما تعبد من دعاء وخوف ورجاء وصلاة وصوم وذبح ونذر وغيرها على وجه الخضوع والرغبةله و الرهبة منه مع كمال الحب له ,
وعدم الاشراك به والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله وان دين الاسلام في ثلاث مراتب الاسلام والايمان والاحسان ,وان التوحيد لا بد ان يكون بالقول والعمل ، وعدم اتباع الهوى فان الله حذر من ذلك بقوله تعالى ( ارئيت من اتخذ الهه هواه ) وكان يحذر من تعليق التمائم لدفع العين فانه شرك ، وعدم التطير او التشائم من أي شيء ويحذر من سب الدهر وكان يحذر من التوكل على غير الله ،
وفي احد الأيام زاره احد أصدقائه من المسؤولين إلى داره في مدينة الشرقاط وعندما رأى بيته متواضع ,قال له ان هذه الدار لا تليق بمكانتك الاجتماعية وانك تستطيع ان تبني دارا أفضل من هذه فأجابه (ان هذه ليست داري ان داري في الاخره وما هذه الدنيا إلا متاع ) وحكى لي مرة انه عندما يجلس مع أصدقائه على سبيل المثل لا الحصر فمنهم الشيخ عبيد العلي الحمادة والشيخ عبود العميري اللهيبي الذي كان يناديهم ب(عمي) والشيخ ابو دحام والأستاذ عبد الهادي إل عليج انه ينسى جميع همومه ويطيب كل مرض بية , وان شعوره لايوصف في تلك الليلة ,من كثر معزتهم عنده ,وعن الزراعة كان يقول ان المطر في نيسان يسوة العدة والفدان وفي ايار لا تامن البرق والطيار(الجراد)و احصد الشعير لو كان مثل الخيار,
وان برد غزوة عنتر ياتي في النصف الثاني من شهر شباط
وان برد العجوز ياتي في النصف الاول من شهر اذار وان شهر اب مقسم ثلاث اقسام الثلث الاول من اب يحرق المسمار على الباب والثاني تقل فيه الاعناب ويكثر فيه الارطاب والثالث يفتح من الشتاء باب وفي شهر ايلول سيروا لا تجيلون (من القيلولة)
ويقول (ان لكل امة اجل, ولكل اجل كتاب وان الملك بيد الله تعالى وان الله سبحانه وتعالى يقلب الليل والنهار ويرفع من يشاء ويخفض من يشاء )وبهذا يوصي بعدم الركض وراء المناصب لأنها مكتوبة من الله عز وجل,
ويقول (إن الملوك إذا جاروا على الرعية فلم يؤخذ للمظلوم حقه ممن ظلمه فسيسلط الله على الملوك من يفعل بهم كفعلهم برعاياهم ),
وعن اختيار الحاكم لبطانته كان يوصي( باختيار البطانة من أهل الخير والصلاح وذوي الأمانة والدين والكفاية والجرأة في الحق لكي يتمكن الحاكم من إصلاح رعيته ويتفرغ لشؤونها ويصونها من عبث الأشرار المفسدين فيحبه شعبه وتتقدم أمته وينال رضا الله سبحانه وتعالى )
ومن الوصايا التي كان يوصي بها (قلوب الحكام معلقة في العرش يقلبها الله كيف يشاء )وفي هذا التأكيد على ان الأوامر التي تصدر من الحكام لا يمكن التكهن بها مقدما ,وكان من المحاربين للقبلية والعصبية فكان يقول ان هويته وقبيلته الإسلام وانه من دعاة التوحيد وكان يقول ان العبادة هي افراد الله سبحانه بجميع ما تعبد من دعاء وخوف ورجاء وصلاة وصوم وذبح ونذر وغيرها على وجه الخضوع والرغبةله و الرهبة منه مع كمال الحب له ,
المصدر: .:: منتديات الوليد ::. - من قسم: دائرة الضوء
via مدونة الوليد http://ift.tt/1obqqcB
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire