mercredi 1 janvier 2014

التوبة من سماع الأغاني



السؤال

الســلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة في الثامنة عشرة من عمري، مشكلتي أني حاولت أكثر من مرة أن أترك سماع الأغاني، ولكني في كل مرة أفشل، وحتى إن تركتها فأظل أرددها في لساني، وأنا لا أريد أن أكون كذلك، فكثيراً ما سمعت عن شباب كانت خاتمتهم بذكر الأغاني، وليس بذكر الشهادة. فما هو الحل برأيكم؟ مع العلم بأنني لا أسمع كثيراً، ولكني اعتدت ذكر الأغاني. جزاكم الله خيراً.




الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم



ابنتي العزيزة/ سارة حفظها الله.



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:



نسأل الله العظيم أن يحفظك، ويسدد خطاك، وأن يرزقنا جميعاً الهدى والتقى والعفاف والغنى، وأن يلهمنا رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا.



لا شك أن الإنسان يبعث على ما مات عليه، فإن مات ملبياً بعث يوم القيامة ملبياً، ولكن الأهم من هذا هو أن نعرف أن الإنسان غالباً ما يموت على ما عاش عليه، فإن عاش في حياته مطيعاً لله حريصاً على رضوانه استعمله الله بأن يهيئ له طاعة ليموت عليها.



وشكراً لك على هذه الرغبة في الخير، وهي دليل على أن لك نفساً لوامة، تلومك على التقصير في جنب الله، وأرجو أن تجتهدي في تنمية عناصر الخير في نفسك، وقد عرفت – ولله الحمد – خطورة السير في طريق الأغاني والغفلات، فهي تسقط المروءة، وتهدد العفة، فالغناء رقية الزنا، والأغاني تذهب الحياء، ولا يستمع إلى الغناء ويحب أهله إلا الفساق، كما قال مالك - رحمة الله عليه -: (( إنما يفعله عندنا الفساق )).



وهناك أمور تعينك – بإذن الله – على الثبات، نذكر لك منها ما يلي:



1- التوجه إلى الله بصدق، فإنه سبحانه يجيب المضطر إذا دعاه.



2- التخلص من أشرطة الغناء، واستبدالها بأشرطة قرآن ومحاضرات نافعة.



3- الابتعاد عن رفيقات الغفلة، والبحث عن صديقات صالحات.



4- الاجتهاد في حفظ القرآن، والمواظبة على الأذكار، وهذا استبدال لمزمار الشيطان بكلام الرحمن، وبالتلاوة والذكر ينفر ويبتعد الشيطان الذي يوسوس بالشرور.



5- تجنب الوحدة، وشغل النفس بالمفيد، وإذا لم نشغل أنفسنا بالخير شغلتنا بالباطل.



6- تذكر هادم اللذات، والمسلم إذا تذكر الموت اجتهد في الطاعات وخاف الفوت.



7- الصدق والإخلاص في التوبة من الأغاني وسائر المعاصي، وتجنب توبة الكذابين، وهي أن يتوب الإنسان بلسانه وقلبه محب للمعاصي، ويشتاق لأيامها وذكرياتها.



8- معرفة مخالفة كلمات الأغاني للشريعة، والغناء في هذا الزمان أكثره دعوة للعهر والفحشاء والمنكر، بل وفيه كلمات شركية ومخالفات شرعية كبرى، والعياذ بالله.



9- عدم اليأس من التوبة، واعلمي أن رحمة الله واسعة، وهو سبحانه ((
وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ))[طه:82]. فجددي توبتك، وأكثري من الاستغفار؛ حتى يندحر الشيطان.



10- لا تحزني كثيراً إذا رددت كلمات من الأغاني من دون قصد، واحرصي على الاستغفار؛ لأن الشيطان لا يترك من يتوب ويرجع إلى الله، ويجتهد في أن يذكره بماضيه، ولكنه سوف يذهب إذا علم أنك تندمين على ما سلف منك، وتستغفري الغفور سبحانه، واعلمي أنك سوف تنسين كلمات الأغاني إذا حفظت القرآن، فكوني إيجابية، واجتهدي في الخيرات، وسوف ينسيك حفظ القرآن الأغاني، وينمي فيك عناصر الخير، وصفات أهل القرآن.



ونسأل الله لك السداد والثبات.



والله الموفق.













via مدونة الوليد http://forum.el-wlid.com/t499620.html

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire