من أكبر المشاكل التي قد تواجهك في طريقك إلى ربِّك، هي أن تكوني مصابة ببعض الآفـــات الخفيَّة الخطيرة دون أن تشعري بوجودها .. فتُضيِّع عليكِ دينك، وتحول بينك وبين الصراط المستقيم ..
ومن أخطر الآفــات، التي قل من يتخلَّص منها في هذا الزمـــان:: آفة الكِبر ..
وأول معنى يتبادر للأذهان عن تلك الآفة، أنها مجرد إزدراء الناس والتعالي عليهم .. وللأسف فإن مفهوم الكِبر أشمل وأخطر من ذلك بكثيــر ..
لماذا الكبر هو أخطر داء من أدواء الملتزمين في هذا الزمان ؟؟
قال رسول الله "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر" . فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا ونعله حسنًا. قال "إن الله تعالى جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس" [رواه مسلم]
بطر الحق .. أي: دفع الحق والاعتراض عليه بعد معرفته .. كما جاء عن سلمة بن الأكوع: أن رجلاً أكل عند رسول الله بشماله، فقال "كُلْ بيمينك"، قال: لا أستطيع. قال "لا استطعت". ما منعه إلا الكبر. قال: فما رفعها إلى فيه. [رواه مسلم]
وهذا ما يحدث عندما تعترض بعض الأخوات على أمر من الأوامر الشرعية .. فعندما تعلم أن الله تعالى لعن النامصة والمتنصمة، تعترض بأنها لا تستطيع أن تتوقف عن هذا الفعل! .. وأخرى لا تريد إرتداء الحجاب الشرعي؛ بحجة أنه قد يمنعها من العمل! .. وعندما تعلم أن الله قد أمر المؤمنات بالقرار في البيت، تقول أن هذا الأمر لا يُناسب طبيعتها! ..
وغيرها من الاعتراضات الكثير، وكلها من صور الكِبر الذي يُحرِّم على صاحبه الجنة ..
أرأيتِ مدى صعوبة الأمر وخطورته؟!
أما غمط النـــاس .. فلا يقتصر على احتقار الناس والتعالى عليهم فقط، بل هناك مظاهر أخرى عليكِ أن تعرضيها على نفسك، لتعلمي إن كنتِ مصابة بذرة من الكِبر دون أن تشعري أم لا ..
ومن تلك المظــــاهر:
1) حب لفت الأنظار .. فتحب أن ترتدي ملابس مميزة، وأن يكون لها طريقة مميزة في السير أو الحديث؛ حتى تلفت أنظار الناس إليها.
2) التشدُّق في الكلام .. فتختار لحديثها المصطلحات المُعقدة والكلمات المُقعَّرة؛ ليعلم الجميع أنها عالمة زمانها وأنه لا يوجد أحد في مثل علمها!
3) حب أن يكون لها معاملة خاصة بين الناس .. فتشعر أنه يجب على الأخوات أن يأتوا للسلام عليها ولا تأتيهم هي .. وتفرح جدًا إذا تم استقبالها بحفاوة، وتحزن إذا لم يحدث ذلك.
4) حب التقدُّم على الغير في المجلس أو المشي أو الحديث ..
5) المجادلة عند سماع النصيحة أو الموعظة .. فعندما تعلم الحق، تجادله وترفض الانقياد له.
6) أن ترى أنها أفضل من بعض النــاس .. فهي ترى أنها أجمل من هذه الأخت، وأغنى من تلك، وأذكى من أخرى، ولديها ميزة مختلفة عن كل أخت من الأخوات.
7) التفاخر بالنفس وحب الكلام عنها ..
8) الانشغال بعيوب الآخرين، مع عدم الالتفات لعيوب نفسها ..
هذه كلها صور ومظاهر للكبر، سواء كان جليًّا أو خفيًّا ..
دعينا نضع أيدينا على مكمن الخطر ونحلل أسبــــــــاب تلك المشكلة ..
والكِبر سبب الضلال وعدم استقامتك على الطريق .. يقول الله عزَّ وجلَّ {سَأَصْرِفُ عَنْ آَيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ} [الأعراف: 146]
وسبب لدخول النـــار والعيـاذ بالله .. قال رسول الله "ألا أخبركم بأهل الجنة؟ كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره . ألا أخبركم بأهل النار ؟ كل عتل جواظ مستكبر" [متفق عليه]
والنجــاة منه سبب لدخول الجنــة .. عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله "من مات وهو بريء من الكبر والغلول والدين دخل الجنة" [رواه الترمذي وصححه الألباني]
فالكبر يوجب المقت و من مقته رجاله لم يستقم حاله
و قد قيل : لا يتكبر الا كل وضيع و لا يتواضع الا كل رفيع ،
وقال الأحنف بن قيس : ما تكبر أحد اٍلا من ذلة يجدها في نفسه
مر بعض أولاد المهلب بمالك بن دينار وهو يتبختر في مشيه ، فقال له مالك،: يا بني لو تركت هذه الخيلاء لكان أجمل بك ، فقال : أو ما تعرفني ؟؟؟ قال : أعرفك معرفة أكيدة أوّلك نطفة مذرة ، و آخرك جيفة قذرة ، وأنت بين ذلك تحمل العذرة، فأرخى الفتى رأسه وكف عما كان عليه
المصدر: .:: منتديات الوليد ::. - من قسم: مواضيع اسلامية دينية
via مدونة الوليد http://ift.tt/1hnk748
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire