samedi 1 février 2014

الحطاب والملك الطيب (للصغار)





قصة للأطفــــال








بقلم الكاتب التونسي : رضا سالم الصامت



يحكى في القديم أن هناك رجلا فقير الحال ، يشتغل حطابا و في كل يوم يجمع حطبه من الغابة و يضعه على ظهره ليبيعه في السوق.

كان الحطاب يتعب من أجل لقمة عيشه . و يبيع الحطب، ثم يتجه إلى المخبزة القريبة ليشترى رغيفا و حليبا لابنه الوحيد و زوجته ، و يعود

لبيته بعد كد عمل يوم مضن، فيجد زوجته في انتظاره مبتسمة الوجه، رغم الخصاصة ، هي سعيدة بعودة بعلها من مشقة عمل اليوم من أجل القمة الحلال.....

وفي يوم من الأيام قرر ملك تلك البلاد القيام بجولة في الغابة ، فلاحظ أن الكثير من الأشجار اقتلعت فغضب و قرر غلق الغابة و منع

كل من يقتلع الأشجار و جمع الحطب لبيعه ...

سمع الحطاب الخبر المفجع ، فاحتار في أمره و قال في نفسه : كيف سأوفر قوتي و قوت زوجتي و ابني ؟



أخبر زوجته و قال لها: إنّها مُصيبة ! فمن أينَ لي أن أطعمكم ، حالتي أصبحت أسوأ و قد يعاقبني الملك و يقطع رأسي ، ان خالفت أوامره!..

ردت عليه قائلة : لا تجزع يا رجل ، الله هو خالقنا ، فاصبر فقد يهدي الله، ملكنا ؟

قال : استغفر الله ، سأصبر على نصيبي .

ذهب الحطاب إلى فراشه ونام ، و في منامه رأى أن الملك يجره ليقطع له رأسه و كان يقول له :

أيها الحطاب قطعت الحطب و الآن سأقطع رقبتك !!

كان الحلم مزعجا للغاية ... استيقظ مذعورا، يرتعد من الخوف، فقالت له زوجته: ما بك يا زوجي ؟

لا تقنط من رحمة الله و اصبر على نصيبك،انه مجرد كابوس ، لا تخف ، لا تخف ، خذ هذا الكوب من الماء و اشربه و احمد الله على ما نحن

فيه، فستفرج إن شاء الله .... فلا تقلق يا زوجي العزيز ؟

بعد أشهر قرر الملك القيام بجولة ليتفقد معيشة الناس ، و بما أن الحطاب توقف عن عمله بسبب قرار الملك و بقي في بيته عاطلا

عن العمل ، ينتظر الفرج ، و في كل ليلة يضع قدرا على نار بها ماء...

و في الماء حجرا ليصبر ابنه موهما إياه بإحضار الطعام - و تشعل زوجته حطبا و تضع القدر فيه الماء يغلي فيطول انتظار ابنها

إلى أن يغلبه النعاس و هو يبكي ، فينام المسكين جائعا...

ذات يوم سمعت زوجة الحطاب ، قرعا على باب بيتها، فخرجت لتفتح الباب، فإذا بالملك و حاشيته و جنده !

-ابتسمت لهم وقالت من أنتم يا سادة ؟

- نزل الملك من على ظهر حصانه الأبيض و قال لها : أنا ملك البلاد جئت أتفقد أحوالكم ؟

دخل الملك بيتها المتواضع ، فوجد قدرا فيه ماء يغلي ، فأخذه ليرى ما فيه ، فلم يجد غير الماء في القدر و حجر و حصى فيه!

فقال لها بتعجب ما هذا يا امرأة !؟

أين الطعام الذي تطبخينه؟

لم أجد في القدر غير حجر و حصى !!!....

ردت عليه مبتسمة : ليس لدي طعام ، كما ترى يا مولاي انه قدر فيه ماء يغلي ... !

الملك : لاحظت ذلك ، و لكن أريد أن أعرف ما القصد من هذا الصنيع ؟

ردت عليه قائلة : وضعته لكي أوهم ابني و زوجي الذي احترم قراركم يا مولاي ، و لم يعد يذهب إلى الغابة ليجمع الحطب و يبيعه فـي

السوق ، فلم نعد نوفر لابننا الغذاء ، فنوهمه بأننا تحضر له الطعام... فيبقى على أمل إلى أن يغلبه النعاس فينام . ... هذا حالنا !

أحس الملك بغلطته ، و شعر بالذنب والندم الشديد ، صافح بعلها، ثم أمر حراسه بجلب الطعام و أحلى الثمار لابنها....

ثم وجه لزوجها " الحطاب " دعوة لزيارة قصره في صباح الغد و غادر المكان....

و في صباح اليوم الموالي ، ذهب الحطاب في زيارة قصر الملك و عند وصوله عرفه الحراس، فأدخلوه ليقابل حضرة الملك ، الذي رحب به

و عرض عليه مالا فرفض و ذهبا فرفَض مرة أخرى .....

غضب الملك و صاح في وجهه: ترفض الذهب و المال فماذا تريد يا رجل ؟



رد عليه الحطاب بهدوء: يا مولاي أنا لست انتهازيا و لا طماعا، و لكني أريد فقط عملا شريفا أكسب به قوتيو قوت عائلتي من حلال رب العالمين .


ابتسم الملك للحطاب و قال له : انك رجل فاضل ، و لذلك سوف أمنحك ثقتي و أعيينك في وظيفة تكسب منها رزقا حلالا.



قال و ماهي ؟ رد عليه الملك : بستاني بحديقة القصر.... ما رأيك ؟

فرح الحطاب بالوظيفة و اخذ يقبل يدي الملك، و يشكره كثيرا ، ثم عاد إلى بيته فرحا مسرورا ليزف البشرى على زوجته الصابرة الصبورة .

سعدت زوجته بالخبر الطيب الجميل ، و قالت له مبتسمة : ألم أقل لك أن الله مع من صبر على نصيبه، و أن الله قد يهدي الملك ...



رد عليها الحطاب قائلا : الحمد لله ، انه ملك طيب ....




*هكذا أصدقائي الصغار من هذه القصة نستنتج عبرة فيها طيبة و الطيبة من شيم الرجال العظماء ، ونستنتج أيضا أن من صبر على نصيبه ، فان الله يكرمه و يحسن حاله ، لأن الله سبحانه و تعالى كريم
يحب الكرماء.

رضا سالم الصامت










via مدونة الوليد http://ift.tt/1fvWC7p

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire