إن من عقيدة المؤمن الصادق الإيمان الإيمان بقضاء الله وقدره، وأنه لا يقع في ملك الله إلا ما أراد الله جل جلاله، وهذا ركنٌ من أركان الإيمان لا يتم إيمان المسلم إلا به، حيث إن الله علم كل شيء قبل خلق السماوات والأرض، وكتب ذلك في اللوح المحفوظ، وهو قادرٌ على تنفيذ ذلك بإرادته ومشيئته سبحانه، وهو خالق كل شيء.
فلا يمكن أن يحدث أي أمر حتى هبوب الريح وتساقط أوراق الشجر ، والصحة والمرض، والغنى والفقر ، والحر والبرد، كل ذلك لا يحدث إلا بعلم الله وإرادته، ومن هذه الأمور المقدرة أمر الرزق والزواج والإنجاب والسعادة والشقاء وهكذا، ودورنا نحن يتمثل في الآتي:
إن مسألة الزواج فعلاً من أقدار الله التى سبق بها القلم قبل خلق السموات والأرض، حيث أخبرنا النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم: (أن الله قدّر المقادير وقسم الأرزاق قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة)، ومن هذه المقادير قضية الزواج والأزواج حيث قال تعالى: (إنا كل شئ خلقناه بقدر) وهذا لا ينفي أن للعبد إرادة واختيارا ، فالإنسان منا يختار فتاة معينة ويحاول الاتصال بها وقد يتعلق قلبه بها بل وقد يعقد عليها إلا أنها في النهاية تنفصل عنه لأنها ليست من نصيبه وهو ليس من نصيبها، وقد يكون السبب تافها ولا يستحق الانفصال ورغم ذلك يقع الانفصال، وبعد أيام يتزوج الشاب بفتاة أخرى قد تكون أقل درجة من الأولى ويكون سعيداً بها وهكذا بالنسبة للفتاة.
لكن هناك أحاديث تدل على أن الحوادث معلقة بأسبابها؛ مثل قوله -صلى الله عليه وسلم-: "إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه، وإن البر يزيد العمر، ولا يرد القدر إلا الدعاء". أي أن هناك بعض الأسباب والأفعال التي يقوم بها العبد؛ فتكون نتيجتها تغيير بعض ما قُدر له، وهذا التغيير والتبديل لا يخرج عن علم الله سبحانه وتعالى؛ فبقديم علمه عز وجل علم أن هذا العبد سيفعل العمل الفلاني الذي يترتب عليه تغيير القدر الفلاني؛ مثل قوله -صلى الله عليه وسلم-: "من أحب أن يبسط له في رزقه، وأن يُنسأ (أي يمد) له في أجله؛ فليصل رحمه"؛ ففي هذا الحديث يقرر -صلى الله عليه وسلم- أن صلة الرحم سبب في بسط الرزق وإطالة الأجل بعد أن كان مقدرا أزلا.
وقياسا على ما سبق يمكن أن نقول: ربما تكون الذنوب والمعاصي سببا في حجب الخير عن مقترفها، كما ورد في الحديث السالف الذكر "إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه"، ومن هذا الرزق الذي يحرمه العبد بسبب الذنوب الزوج الصالح.
وذلك كله بسبب ما سبق في علم الله من أن هذا الشاب نصيبه وقسمته أن يتزوج بفلانه لحكمة يعلمها الله قبل خلق السموات والأرض، فنحن نسعى ونجد ونبحث ونختار بإرادتنا، وهذه الإرادة إن وافقت ما قدّره الله تم العقد وبدأت رحلة الحياة الزوجية، وإلا ذهب كل واحد إلى حال سبيله لأن هذا الزوج أو الزوجة ليست من رزقه الذى قدره الله.
إذاً علي المقدم على الزواج حسن الاختيار ثم الاستخارة والاستشارة ويدع النتائج بعد ذلك إلى الله تعالى.
.
المصدر: اسلام ويب
المصدر: .:: منتديات الوليد ::. - من قسم: مواضيع اسلامية دينية
via مدونة الوليد http://forum.el-wlid.com/t529768.html
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire