mercredi 19 novembre 2014

تأثير لا إله إلا الله عند الموت




بسم الله الرحمن الرحيم

و لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



تأثير لا إله إلا الله عند الموت



قال الإمام إبن القيّم رحمه الله :


لشهادة ‏ { ‏أن لا إله إلا الله ‏} ‏ عند الموت تأثير عظيم في تكفير السيئات و إحباطها ؛ لأنّها شهادةٌ من عبد موقن بها

عارف بمضمونها ، قد ماتت منه الشهوات و لانت نفسه المتمرّدة ، و انقادت بعد إبائها و استعصائها و أقبلت بعد إعراضها

و زالت بعد عِزِّها ، و خرج منها حرصها على الدنيا و فضولها ، و استُذِلَّت بين يدي ربّها و فاطرها و مولاها الحقّ أَذَلَّ

ما كانت و أَرجَى ما كانت لعفوه و مغفرته و رحمته‏ .



و تجرّد منها التّوحيد بانقطاع أسباب الشّرك و تحقق بطلانه ، فزالت منها تلك المنازعات التي كانت مشغولةً بها

و اجتمع همُّها على من أيقنت بالقُدوم عليه و المصير إليه ، فَوَجَّهَ العبد وَجهَهُ بِكُلِّيَّتِه إليه ، و أقبل بقلبه و روحه

و همّه عليه ‏،‏ فاستسلم وحده ظاهراً و باطناً ، و استوى سرُّه و علانيّتُه فقال لا إله إلا الله مُخلصًا من قلبه ‏،‏ و قد تخلّص

قلبه من التعلّق بغيره و الإلتفات إلى ما سواه ‏.



‏قد خرجت الدنيا كلّها من قلبه و شارف القدوم على ربه ، و خمدت نيرانُ شهوته ، و امتلأ قلبه من الآخرة فصارت

نصب عينيه ، و صارت الدنيا وراء ظهره ، فكانت تلك الشّهادةُ الخالصةُ خاتمة عمله ، فطهّرته من ذنوبه ، و أدخلته على ربّه

لأنّه لقي ربّه بشهادةٍ صادقةٍ خالصةٍ ، وافق ظاهرها باطنها و سرُّها علانيّتها .



فلو حصلت له الشّهادة على هذا الوجه في أيّام الصّحّة لاستوحش من الدنيا و أهلها ، و فَرَّ إلى الله من النّاس ، و أنس به

دون ما سواه ، لكنّه شهد بها بقلبٍ مشحونٍ بالشّهوات و حُبِّ الحياة و أسبابها و نَفسٍ مملوءةٍ بطلبِ الحُظوظ والإلتفات

إلى غير الله ‏،‏ فلو تجرّدت كتجرّدها عند الموت لكان لها نبأٌ آخرٌ و عيشٌ آخرٌ سوى عيشها البهيمي !

و الله المستعان‏‏ "


[ الفوائد ]












via مدونة الوليد http://ift.tt/1yU2rne

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire