mardi 18 novembre 2014

أَسباب الزنا للشيخ خالد الراشد



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته









أَسباب الزنا للشيخ خالد الراشد






الجزء الأَول



إِنَّ الحمدَ لله نحمده ونستعينه ونستغفره، و نعوذُ بالله من شرورِ أَنفسنا ومن سيئاتِ أَعمالنا، من يهدهِ الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له، وأَشهدُ أَنَّ لا إِله إِلا الله وحدهُ لا شريكَ له و أَشهدُ أَنَّ مُحمداً عبده و رسوله.



{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون}(آل عمران: 102)





{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}(النساء:1)



{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}(الأحزاب 70,71)



أَما بعد، فإِنَّ أَصدقَ الحديثِ كلامُ الله وخيرُ الهدي هدي مُحمدٍ صلى الله عليه و سلم و شر الأُمور مُحدثاتها وكل مُحدثةٍ بدعة وكل بدعةٍ ضلالة و كل ضلالة في النار.



معاشر الأَحبة



جريمة الزنا من أَعظم الجرائم و أَبشعها وأَفظعها، ضررها معلوم. تُنتَهكُ بالزنا الأَعراض و تضيع به الأَنساب و تنتشر الأَمراض التي ما سمعنا بها في أَبآئنا الأَولين. والقاعدة الشرعية تقول إِنَّ اللهَ إِذا حرمَ شيئاً حرم كل الاشياء الموصلة إِليه، فسد الله أَبواب الزنا بل قال:



{ وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً}(الإسراء:32)



وأَوجبَ عليهِ أَشدَ العقوبات. حرم الله الإِختلاط و حرم الخلوة بالمرأَة و حرم السفر بدون محرم و حرم التبرج والسفور بل حرم النظر إِلى ما لا يرضي الله جل في علاه وزيادةً على هذا كله شرع أَشد العقوبات على من يرتكب هذه الجريمة العظيمة، الرجم حتى الموت، لأَنَّ الجريمةَ بشعةٌ، كانَّ تطبيق الحد من أَبشع الطرق، الرجم حتى الموت.

مما لا يُختلف فيه أَنَّ الرجلَ بحاجةٍ إِلى المرأَة و أَنَّ المرأَةَ بحاجةٍ إِلى الرجل. فطرة الرجل تسدها المرأَة و فطرة المرأَة يسدها الرجل. غريزة موجودة في الذكور و في الإِناث.

إِن لم تسد هذه الغريزة بما شرع الله، سيلجأُ الناس وضعاف الإِيمان إِلى سدها بالحرام. من أَجلِ ذلك شرع الله الزواج حين حرم الزنا و سد الأَبوابَ الموصلة إِليه.

شرع الله الزواج، فهو سُنة الأَنبياء وسبيل المؤمنين واستجابة لأَمر الرسول صلى الله عليه و سلم. قال الله:



{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَاب}(الرعد:38)


{ وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِه}(النور:32)





قال صلى الله عليه و سلم:" يا معشر الشباب من استطاع

منكم الباءة فليتزوج"[1]

نعم بارك الله فيك، فشرع الله الزواج لتلبية الحاجة في نفوس الرجال وفي نفوس النساء.

فلا خلاف على مشروعية الزواج و على فضل الزواج، بل نهى الله عن العضل، الذي هو منع المرأَة و حبسها عن الزواج، فقال الله:



{ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوف}(البقرة:232)



وقدس الله و عظم ذلك العقد بين الرجل و المرأَة وسماه الله -ميثاقاً غليظاً-، لعظم شأَنه وحُرمته عند الله جل في علاه، فقال سبحانه:



{ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا}(النساء:21)



ولأَهمية الزواج أَيضاً، قدمه كثيرمن المحدثين و الفقهاء على الجهاد، لأَنَّ الجهاد يحتاج إِلى رجال، ولا سبيل لإِيجاد الرجال إِلا عن طريق الزواج.

ومن فوائد الزواج و محاسن الزواج، أَنه من أَسباب الغنى و سد الفقر، كما قال الله



{ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ}(النور:32)



بالزواج يُحفظ النسل، تصان الفروج، تُحفظ الأَعراض و يحصل الإِحصان و يأَمن المجتمع من جريمة الزنا.



عباد الله:



معدلات الزنا في ارتفاع. معدلات الزنا في المجتمع في ارتفاعٍ يوماً بعد يوم. و لقد اطلعت على تقارير الهيئات، و ضبط للمشاكل و الخلوات، أَكثرها فتيات و شبان في شقق و في سيارات. اذهب إِلى المجمعات، سترى آلاف مؤلفة من الفتيان و الفتيات في أَبهى حُلة، و أَحسن زينة. ماذا يريد هؤلاء؟ و لماذا خرجوا أَصلاً؟

بحثاً عن إِشباع الغرائز

لماذا ارتفع الزنا؟

ولماذا زادت معدلاته؟

اسمع بارك الله فيك

اسمع رعاك الله

قبل أَن أَذكُر لك الأَسباب، اسمع عن نسبة أَولاد السفاح في المنطقة الشرقية في العام الماضي فقط.

في العام 1424، عدد أَولاد السفاح الذين وُجدوا على أَبواب المساجد و في المزابل و القمامات 48طفلاً

ما ذنب هؤلاء؟

يقول أَحدهم: خرج أَبي لصلاة الفجر. في طريقه، إِذا هو يسمع صياح طفل صغير يأَتي من مكان ما. ارتفع صياحه و بحث أَبي عن مصدر الصوت فإِذا هو في القمامة. فإِذا بطفل صغير في القمامة قد لُف بقطعة قماش و رمي هناك.

ما ذنب هذا الصغير؟

و من أَينَ أَتى؟

أَقولُ أَنها جريمة الزنا. الجريمة الشنيعة التي شرع الله أَشنع العقوبات لمرتكبيها من الرجال والنساء. لماذا ارتفعت المعدلات؟

و لماذا يحدث في مجتمعنا الذي يحرص على الفضيلة مثل هذا؟

أَقول:

إِثارة الغرائز في كل مكان

إِثارة الغرائز في كل مكان



في البيوت، شاشات و قنوات و مجلات و أَغانٍ ماجنة.

في دراسة أُجريت على أَكثر من 500فيلم تعرض على هذه الشاشات والقنوات، تبينَ أَنَّ 70٪ من موادها إِثارة جنسية و دعوة إِلى الجريمة و السرقة و مفاسد الأخلاق.

كيف لا يتأَثر البنين و البنات بمثل هذا؟

إِن خرجنا إِلى الشارع، نساء كاسيات عاريات في كل الطرقات؟

أَينَ نذهب إِذاً؟

وأَينَ يفر الشباب من الفتن؟

شاشات و قنوات مُلئت بها البيوت يشاهدها الصغير و الكبير بلا حياء و بلا رقيب ولا حسيب، أَغانٍ صباحاً و مساء تدعو إِلى مثل هذه الأُمور. ثم والأَطم و الأَعظم، عطل الزواج. عطل الزواج و بأَعذارٍ واهية، فتارةً يقول الأَب: إِبنتي صغيرة. تارةً يقول الأَب: إِبنتي صغيرة و الله الذي لا إِله إِلا هو، اللاتي ضبطن في الخلوات أَعمارهن في الخامسة عشر و السادسة عشر، و الله أَعمارهن لم تتجاوز العشرينات، أَي صغيرات والله لو تكلمت الصغيرة وما ردها إِلا الحياء، لقالت لأَبيها: إِنَّ أُمنيتها رجلٌ صالح و بيتٌ صغير. تأَوي إِلى ذلك الرجل و يأَوي إِليها.

اتصلت إِحدى فتياتنا على أَحد مشايخنا قائلة: انصحوا أَبي. انصحوا أَبي، يرد الخطاب عني، و أَنا والله في خطر عظيم. تعتذرالبيوت بصغر الفتيات. تناسى هؤلاء أَنَّ أُم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تزوجت و هي ابنة تسع سنوات.

من الأَعذار الواهية: أُريدها أَن تكمل التعليم

! أَقول: وهل التعليم أَهم من الزواج

و لسنا ضد التعليم أَصلاً.

ما المانع أَنها تتزوج و تكمل تعليمها؟ أُمهات الجيل الماضي لايقرأَن ولا يكتبن، وخرجن أَجيالا من أَحسن الأَجيال. ما ضرهن والله أَنهن لا يقرأَن و لا يكتبن.

تقول إِحداهن: كنتُ صغيرةً في السن حين تقدم لي الخطاب فردهم أَبي، ردهم بداع أُريدها أَن تكمل تعليمها.

تخرجت، قال: أُريدها أَن تكمل الوظيفة. و لا زال الخطاب يتقدمون وهو يردهم عني. بلغت الثلاثين، و بدأُ الخطاب يقلون عني و هو يردهم بأَوهى الأَعذار، بل ربما يتقدمون و أَنا لا أَعلم عنهم، حتى بلغت الأَربعين. فجائته الساعة التي لا بد أَن تأَتي لكل واحد منا. ساعة الإِحتضار، حينها يتذكر الإِنسان ما قدم و ما أَخر. في تلك اللحظة، تذكر الأَب، تذكر ذلك الظلم الذي أَوقعه على تلك الفتاة، فأَخذ يعتذر إِليها في آخر اللحظات.

قالت: والله لن أُسامحك، و الله لن أُسامحك، صويحباتي أُمهات و جدات و أَنا بين الجدران الأَربعة، والله لن أُسامحك، مت غير مغفورلك، و الله لن أَدعو لك و لن أَستغفر لك، و إِذا وقفتُ أَنا وأَنت أَمام الله، سأُخاصمك أَمام الله، حرمتني حقاً من حقوقي.

والله الذي لا إِله إِلا هو، أَعرف بيتاً من بيوت المسلمين فيه سبع

فتيات تجاوزت أَعمارهن الثلاثين و لا زال يرد الخطاب طمعاً وجشعاً وظلماً و عدواناً، تارة: صغيرة، و تارة أُريد منها أَن تكمل التعليم. أَي تعليم هذا

ثم من أَعظم الأَسباب، الجاهلية.

الجاهلية التي تفشت بين الناس اليوم، بين حضر و بدو و قبلية. هذا لا يزوج فلان و هذا لا يقبل فلان. إِنها الجاهلية بأُم عينها.

الميزان عند الله -أكرمكم عند الله أَتقاكم- الناس عند الله سواسية كأَسنان المشط لا تقدمهم أَحسابهم و لا أَنسابهم،

و من بطأَ به عمله لن يسرع به نسبه.

اسمع الطامة العظمى

اتصلت علي إِحداهن، طالبة في أَول سنوات الكلية.

تقول: نحن في خطر، نحن في خطر، تكلموا عن الخطر الذي يهددنا، الإِباحية في كل مكان، نريد أَن نعف أَنفسنا بالزواج، ادع لي يا شيخ. قلت: عسى الله أَن ييسر الأُمور اتصلت علي بعد حين باكية قائلة: تقدم لي حافظ للقرآن، حافظ لآيات الله و كلام الله، ذو خلق وأَدب عظيم، يشهد له القاصي و الداني. رده أَبي.

رده أَبي قائلاً: أَنا من قبيلة كذا وكذا وأَنا لا أُعطي هذا.

بل قال لها: اقطعي الأَحلام

والله لأُعطينك لقاطع طريق، شارب خمر و لا أُعطيك لهذا. والله لأُزوجنك إِلى قاطع طريق و شارب خمر و لا أُزوجك لحافظ القرآن. -أَفحكم الجاهلية يبغون- إِنَّ اللهَ وضعَ ميزاناً، هو ميزان التقوى، وهو ميزان التفاضل بين الناس. الناس عند الله سواسية فلماذا نرد فلان ونرد فلان؟

ما الضابط للرجل حين يتقدم؟

" إِذا أَتاكم من ترضون دينه و خلقه فزوجوه"[2].

يتقدم الشاب اليوم فلا يُسئل عن خلقه و لا يُسئل عن دينه

يقالِ له: ابن من؟

و ممن؟

وما هي وظيفتك؟

ووضعنا الدين في آخر الدرجات

{إلا تفعلوا تكن فتنة في الأَرض و فساد عريض}[3].

و الفساد واقع في كل مكان.

اسمع بارك الله فيك

من الأَسباب التي عطلت الزواج و جعلته عقبة في طريق الشباب، غلاء المهور، آلاف مؤلفة ما جعل الله بها من سلطان من أَين للشباب ب30 أَلف و 40أَلف و 50أَلف، ورواتبهم لا تتجاوز ال1000 و ال2000.

الفتن تطاردهم في كل مكان.

تطارد الفتيات و تطارد الفتيان ثم توضع هذه العقبات و هذه العراقيل.

ما المقصد من الزواج أَصلاً؟

ما المقصد من الزواج أَصلاً؟

أَليس المقصد، حفظ الفتاة و حفظ ذلك الشاب و إِنشاء أُسرة مسلمة؟

اليوم الأُسرة المسلمة لا تنشأ إِلا بملايين الريالات تطارد تدري لماذا؟ لأَنَّ الرجال لا يديرون الأُمور، لأَنَّ الرجال تخلوا عن المسؤولية و أَعطوها للنساء.

في زواجٍ مضى، حفلة زواج كلفت أَكثر من 10ملايين ريال. هذا الزواج باءَ بالفشل بعد شهر واحد. من أَين للشباب بمئات الأَلاف من الريالات؟

50أَلف مهر و 50أَلف لإِعداد عشة الزواج، من أَين لهم بمثل هذا؟ كثير من الشباب لا يبني حياته إِلا على ديون لسنوات طوال.

أَما قال النبي صلى الله عليه و سلم عند أَحمد و غيره" أَبركهن أَيسرهن مؤونة".[4]

وهل فتياتنا و بناتنا أَحسن من أُمهات المؤمنين؟

ما زوج النبي صلى الله عليه و سلم بناته و لا تزوج بأُمهات المؤمنين، حين سُئلت عائشة رضي الله عنها عن صداقه صلى الله عليه و سلم عند مسلم و غيره، قالت: ما زوج النبي صلى الله عليه و سلم بناته ولا صدق نسائه بأَكثرمن 12أُوقية و نشاً.

قالت: أَتدري ما النش؟

قالت: نصف أُوقية، فذلك 500درهم.

500درهم لأُمهات المؤمنين؛ أَطهر النساء وأَعف النساء و أَكرم النساء عند الله جل في علاه.

و لبناتنا نطالب ب 30و40و50أَلفاً. من أَينَ يأَتي الشباب بمثل

هذا؟

من أَين للشباب بمئات الأَلاف من الريالات؟

يسرقون؟

أَم يلجؤون إِلى الزنا؟

و نحن السبب دفعناهم إِليه. كم من شاب التزم وأَراد تحصينَ فرجه،

فإِذا بالأَبواب مغلقة من أَمامه و كان ذلك سببا في انتكاسته.

الكل يتحمل المسؤولية.

الحلال بمئات الأَلاف من الريالات و الحرام بأَيسر الأَموال.

في حالة إِيدز اكتشفت في المنطقة الغربية لطالب في المرحلة المتوسطة، بعد التتبع، عُثر على وكر من أَوكار المتخلفين من الحي يقدم الزنا بعشرة ريالات.

الحرام بعشرة ريالات، في حين أَنَّ الحلال بمئات الأَلاف من الريالات.

اتقوا الله عباد الله.

ما أَنزلَ الله بهذا من سلطان.

قال لي أَحدهم يروي قصة زواجه.

قال: حين عزمت على الزواج، اخترتُ بيتاً صالحاً أَعرفه و هذا هو الأَصل

[5]"تخيروا لنطفكم فإِنَّ العرق دساس"

ليس هو الضابط. .أَي ابحثوا عن الصلاح لا الحسب و النسب

. الضابط هو صلاح الرجل و صلاح المرأَة

قال: فذهبتُ إِلى أَبيها في المسجد، صليت بجانبه، فلما انتهى من صلاته، فاتحته في الموضوع على تودد. هو يعرفني.

قال: أَنتَ ممن نرضى دينه و خلقه، جئنا بأَهلك حتى نتعرف عليهم.

جئتهم بعد أَيام بأَهلي. تعارف الأَهل و حصل بينهم مودة و أُلفة، قال لي الأَب: الأَسبوع القادم إِن شاءَ الله تأَتي ومعك الشهود نعقد لك على فلانة.

أَردتُ أَن يبين لي كم المهر؟

ما هي الشروط؟

ما هي الضوابط؟ لم يتكلم.

قال الموعد الإِسبوع القادم.

يقول الشاب: كنت على الوظيفة منذ عشر سنوات، جمعت مبلغ 20000ريال.

والله إِنجاز يا إِخوان في ظل هذه الظروف التي نمر بها الآن. أَن يجمع مبلغ 20000ريال.

قلت: 20000أَستحي أَن أُعطيه إِياها. في ظل تنافس الناس على المظاهر والإِسراف والتبذير حتى أَصبحنا إِخواناً للشياطين الذين من أَصلهم الإِسراف والتبذير.





{ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًاإِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ}(الإسراء:26،27)


يقول فاقترضت 20000أُخرى كم أَصبح المبلغ؟ أَربعين.

قلت: الأَربعين ما تكفي اليوم. الأَربعين و الله ما تكفي.

فذهبت في اليوم المحدد و جاء الشيخ بعقد النكاح، و بدأَت الدقائق تمرعلي و أَنا في حرجٍ شديد حتى جائت تلك الساعة التي قال فيها الشيخ: كم المهر؟

فسكت فرددها علي.

قُلت: أَربعينَ أَلفاً.

قال الأَب: لا.

فسقط قلبي في يدي.

قال الأَب: خمسة آلاف تكفيها واستعن بالباقي أَنتَ و إِياها على قضاء حوائجكم.

فقمت و قبلت رأَسه و حق لمثل هذا أَن يُقبل رأَسه. ومثله قليل. ومثله قليل.

أَعينوا الشباب.

ساعدوا الشباب.

احفظوا الفتيات.

احفظوا المجتمع.

الزنا في كل مكان.

أَولاد السفاح في كل مكان على أَبواب المساجد في المزابل والقمامات.

اتقوا الله عباد الله.

يسروا ولا تعسروا.

اللهم من يسر على الشباب فيسر عليه و من عسر عليهم فرده إِلى الحق يا رب العالمين.

اللهم احفظ بيوتنا من الفتن ما ظهر منها و ما بطن.

أَقول ما تسمعون وأَستغفرُ الله العظيم لي و لكم من كل ذنب فاستغفروه إِنه هو الغفور الرحيم.




[1] - سنن ابن ماجه/ كتاب النكاح/ باب ما جاء في فضل النكاح/ 1845

سنن الدارمي/ كتاب النكاح/ باب الحث على التزويج/ 2165


2- رواه الترمذي وقال حسن غريب ص160

- قال الألباني في إرواء الغليل حسن وان اختلف اللفظ


3- نفس المرجع السابق


[4]


5- سنن ابن ماجه/ 1958.وقد انفرد به عن أصحاب الكتب التسعة















via مدونة الوليد http://ift.tt/1qSFRHk

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire