mardi 4 novembre 2014

القرآن والمصحف (وقفات هامة) .





ا
لقرآن والمصحف



(وقفات هامة)






الشيخ صلاح نجيب الدق





عدد المصاحف التي كتبها عثمان بن عفان :





قال عبدالله بن أبي داود : سمعت أبا حاتم السجستاني قال : لما كتب عثمان المصاحف حين جمع القرآن كتب سبعة مصاحف، فبعث واحدًا إلى مكة، وآخر إلى الشام، وآخر إلى اليمن، وآخر إلى البحرين، وآخر إلى البصرة، وآخر إلى الكوفة، وحبس بالمدينة واحدًا[1].





تنقيط المصحف وتشكيله :





من المعروف أن المصاحف التي كتبها أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه كانت خالية من النقط حتى تبقى الكلمة محتملة لأن تقرأ بكل ما يمكن من وجوه القراءات فيها.





ذهب كثير من أهل العلم إلى أن أول من قام بنقط المصحف هو أبو الأسود الدؤلي، وقد تم نقط المصحف وشكله بصفة رسمية في عهد عبدالملك بن مروان وقام بهذا العمل الجليل الحسن البصري، ونصر بن عاصم الليثي، ويحيى بن يعمر العدواني، وكان الذي دفع عبدالملك بن مروان إلى هذا العمل هو اتساع رقعة الدولة الإسلامية، واختلاط العرب بالعجم وكادت لغة العجم تمس سلامة اللغة العربية.




والذي اشتهر بوضع الفتحة والكسرة والضمة والتنوين غير ذلك هو الخليل بن أحمد[2].





أول ما نزل من القرآن :





إن أول ما نزل من القرآن الكريم على النبي - صلى الله عليه وسلم - هو صدر سورة العلق وهو قول الله تعالى : ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ [العلق: 1، 5][3].





- قال ابن عباس رضي الله عنهما : ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾، هو أول شيء نزل على محمد - صلى الله عليه وسلم -[4].





آخر ما نزل من القرآن :





روى النسائي في السنن الكبرى من حديث ابن عباس قال : آخر شيء نزل من القرآن : ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 281][5].





وقد عاش النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد نزول هذه الآية تسع ليال ثم مات يوم الاثنين لليلتين خلتا من ربيع الأول[6].




أعظم سورة في القرآن :





روى البخاري من حديث أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه قال : كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم أجبه فقلت يا رسول الله إني كنت أصلي، فقال : ألم يقل الله : ﴿ اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ ﴾ [الأنفال: 24]، ثم قال لي : "لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد، ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج قلت له : ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن؟ قال : ﴿ الحمد لله رَبِّ الْعَالَمِينَهي : السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته"[7].





أعظم آية في القرآن :





روى مسلم من حديث أبي بن كعب رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا أبا المنذر! أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟" قال : قلت : الله ورسوله أعلم.



قال : "يا أبا المنذر! أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟" قال : قلت : "اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ" قال : فضرب في صدري وقال : "ليهنك العلم أبا المنذر"[8].




في كم يُختم القرآن؟





روى مسلم من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له : اقرأ القرآن في كل شهر، قال : قلت : يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك، قال : فاقرأه في كل عشرين.



قال : قلت يا نبي الله، إني أطيق أفضل من ذلك.



قال : فاقرأه في كل عشر قال، قلت : يا نبي الله : إني أطيق أفضل من ذلك.



قال : فاقرأه في كل سبع، ولا تزد على ذلك[9].





روى أبو داود من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث"[10].





وثبت عن بعض السلف بأسانيد صحيحة أنهم كانوا يختمون القرآن في أقل من ثلاث منهم عثمان بن عفان، وتميم الداري وسعيد بن جبير وعلقمة ومجاهد والشافعي والبخاري وغيرهم.





قال ابن كثير : هذا وأمثاله من الصحيح عن السلف محمول إما على أنه ما بلغهم في ذلك حديث مما تقدم، أو أنهم كانوا يفهمون ويتفكرون فيما يقرؤونه مع هذه السرعة، والله أعلم[11].




مراجعة القرآن الكريم :





روى مسلم من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : "تعاهدوا القرآن، فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتًا من الإبل في عقلها"[12].





روى البخاري من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : "بئس ما لأحدهم أن يقول : نسيت آية كيت وكيت، بل نُسِّيَ، واستذكروا القرآن، فإنه أشد تفصيًا من صدور الرجال من النعم "[13].





أشد تفصيًا، أي : أشد تفلتًا وتخلصًا.





فينبغي لمن حفظ القرآن أن يتعاهده بالمراجعة من حين لآخر حتى لا ينساه.





**********************************




[1] المصاحف لابن أبي داود ص43.


[2] الإتقان ج4 من ص160: ص162/ مناهل العرفان ج1 ص406: ص408.



[3] (صحيح) (البخاري حديث 3/ مسلم ج1 حديث 160).



[4] فضائل القرآن للقاسم بن سلام ص219.



[5] السنن الكبرى للنسائي ج6 ص307 حديث 11057.



[6]تفسير القرآن العظيم ج2 ص503.



[7] البخاري حديث 4474.



[8] مسلم حديث 810.



[9] (صحيح) مسلم ج2 – كتاب الصوم حديث رقم 182.



[10] (صحيح) صحيح أبي داود ج1 حديث 1242.



[11] فضائل القرآن لابن سلام ص90: ص92/ تفسير ابن كثير ج1 ص119: ص122، مطبعة مكتبة أولاد الشيخ.



[12] (صحيح) مسلم ج1 حديث 791.



[13] (صحيح) (البخاري حديث 5032).












via مدونة الوليد http://ift.tt/1vG2SPb

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire