mercredi 3 décembre 2014

لماذا خلقنا ؟







بسم الله الرحمن الرحيم



الهدف من خلقنا



السؤال: لماذا خلقنا الله؟





الجواب: خلقنا الله لنعبده ولا نُشرك به شيئًا. والدليل قوله تعالى: } وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ { [الذاريات: 56]. وقال صلى الله عليه وسلم: «حقُّ الله على العباد أن يعبدوه، ولا يشركوا به شيئًا» [متفق عليه].




السؤال: ما هي العبادة؟




الجواب: العبادة: اسمٌ جامعُ لكل ما يُحبه الله من الأقوال والأفعال، الظاهرة والباطنة: كالدعاء والصلاة والخشوع وغيرها. قال الله تعالى: } قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ { [الأنعام: 162]. (نسكي: ذبحي للحيوانات قربة لله). وقال صلى الله عليه وسلم: «قال الله تعالى: وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إلي مما افترضته عليه» . [حديث قدسي رواه البخاري].




السؤال: ما هي أنواع العبادة؟




الجواب: أنواع العبادة كثيرة منها: الدعاء والخوف والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة والذبح والنذر والركوع والسجود والطواف والحلف والحكم، وغير ذلك من أنواع العبادات المشروعة.




السؤال: لماذا أرسل الله الرسل؟




الجواب: أرسلهم للدعوة إلى عبادته، ونفي الشرك به.

قال الله تعالى: } وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ { [النحل: 36].

(والطاغوت هو: الذي يعبده الناس، ويدعونه من دون الله، وهو راضٍ بذلك). وقال صلى الله عليه وسلم: «... والأنبياء إخوة... ودينهم واحد» [الحديث متفق عليه] (أي كل الرسل دعوا إلى توحيد الله).




أنواع التوحيد



السؤال: ما توحيد الرب؟




الجواب: هو إفراده بأفعاله وأنه الخالق الرازق المحيي المميت النافع الضار وغير ذلك.

قال الله تعالى: } الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ { [الفاتحة: 2].

وقال صلى الله عليه وسلم:
«... أنت رب السموات والأرض.. [متفق عليه].





السؤال: ما هو توحيد الإله؟




الجواب: هو إفراده بالعبادة: كالدعاء، والذبح، والنذر والحكم، والصلاة، والرجاء، والخوف، والاستعانة، والتوكل وغيرها. قال الله تعالى: } وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ { [البقرة: 163]. وقال صلى الله عليه وسلم: «فليكن أول ما تدعوهم إليه، شهادة أن لا إله إلا الله» . [متفق عليه] وفي رواية البخاري: «إلى أن يُوحِّدوا الله» .




السؤال: ما هي الغاية من توحيد الرب والإله؟




الجواب: الغاية من توحيد الرب والإله أن يعرف الناس عظمة ربهم ومعبودهم فيفردوه في عبادتهم، ويطيعوه في سلوكهم، ويستقر الإيمان في قلوبهم، ويظهر في تحكيم شريعة الله في الأرض.




السؤال: ما هو توحيد صفات الله وأسمائه؟




الجواب: هو إثبات ما وصف الله به نفسه في كتابه، أو وصفه رسوله في أحاديثه الصحيحة على الحقيقة، بلا تأويل، ولا تمثيل، ولا تعطيل، ولا تكييف، كالاستواء والنزول واليد وغيرها، مما يليق بكمال الله تعالى: } لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ { [الشورى: 11]. وقال صلى الله عليه وسلم: «ينزل ربنا في كل ليلة إلى السماء الدنيا» [متفق عليه] (ينزل نزولاً يليق بجلاله، ولا يشبه أحدًا من مخلوقاته).




أعظم الذنوب



السؤال: ما هو أعظم الذنوب عند الله؟




الجواب: أعظم الذنوب عند الله الشرك الأكبر، والدليل قوله تعالى عن لقمان العبد الصالح: } يبُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ { [لقمان: 13] ولما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الذنب أعظم؟ قال: «أن تجعل لله ندًا وهو خلقك» [متفق عليه]. (الند: المثيل والشريك).




السؤال: ما هو الشرك الأكبر؟




الجواب: الشرك الأكبر هو صرف نوع من أنواع العبادة لغير الله: كالدعاء، والذبح، وغير ذلك، والدليل قوله الله تعالى: } وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ { [يونس: 106] (أي المشركين).

وقال صلى الله عليه وسلم: «أكبر الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وشهادة الزور» [رواه البخاري].




السؤال: ما هو ضرر الشرك الأكبر؟




الجواب: الشرك الأكبر يسبب الخلود في النار. قال الله تعالى: } إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ { [المائدة: 72].

وقال صلى الله عليه وسلم: «ومن لقي الله يشرك به شيئًا دخل النار»

[رواه مسلم].





السؤال: هل ينفع العمل الصالح مع الشرك؟




الجواب: لا ينفع العمل الصالح مع الشرك، لقول الله تعالى: } وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ { [الأنعام: 88].

وقال صلى الله عليه وسلم: «قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري، تركته وشركه» [حديث قدسي رواه مسلم].




أنواع من الشرك الأكبر



السؤال: هل نستغيث بالأموات أو الغائبين؟




الجواب: لا نستغيث بهم، بل نستغيث بالله. قال الله تعالى: } وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ * أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ { [النحل: 20، 21].

وقال صلى الله عليه وسلم: «يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث» [حسن رواه الترمذي].




السؤال: هل نستغيث بالأحياء؟




الجواب: نعم فيما يقدرون عليه من مساعدات ممكنة. قال الله تعالى عن موسى: } فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ { [القصص: 15].




السؤال: هل تجوز الاستعانة بغير الله؟




الجواب: لا تجوز في أمور لا يقدر عليها إلا الله، والدليل قوله تعالى: } إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ { [الفاتحة: 5].

وقال صلى الله عليه وسلم: «إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله» . [رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح].




السؤال: هل نستعين بالأحياء؟




الجواب: نعم فيما يقدرون عليه من قرض أو نصرة. قال الله تعالى: } وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى { [المائدة: 2].

وقال صلى الله عليه وسلم: «والله في عون العبد، ما كان العبد في عون أخيه» [رواه مسلم]. أما طلب الشفاء والرزق والهداية وأمثالها فلا تطلب إلَّا من الله، لأن البشر الأحياء عاجزون عنها فضلاً عن الأموات.




قال الله تعالى: } الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ { [الشعراء: 78-80].




السؤال: هل يجوز النذر لغير الله؟




الجواب: لا يجوز النذر إلا لله، لقول الله تعالى حكاية عن امرأة عمران: } إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ { [آل عمران: 35].




وقال صلى الله عليه وسلم: «من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصيه فلا يعصه» . [رواه البخاري].



حكم السحر



السؤال: ما حكم السحر؟.




الجواب: السحر من الكبائر، وقد يكون من الكفر. قال الله تعالى: } وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ { [البقرة: 102] وقال صلى الله عليه وسلم: «اجتنبوا السبع الموبقات: الشرك بالله والسحر. (الموبقات المهلكات). [الحديث رواه مسلم].




وقد يكون الساحر مشركًا أو كافرًا أو مفسدًا يجب قتله قصاصًا حدًا أو تعزيرًا حسب نشاطه في الفتك أو الشعوذة أو الفتنة عن الدين، أو تسهيل الفساد لطالبه، أو تغطية الجرائم، أو التفريق بين المرء وزوجه، أو عمل ما يفتك بالحياة، أو يزيل العقل إلى غير ذلك من سوء نتائجه.




دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ونداؤه



والاستعانة به بعد موته شرك أكبر



السؤال: نداء ودعاء النبي، صلى الله عليه وسلم، في كل حاجة، والاستعانة به في المصائب والنوائب، من قريب أعني عند قبره الشريف أو من بعيد، أشرك قبيح أم لا؟




الجواب: دعاء النبي، صلى الله عليه وسلم، ونداؤه والاستعانة به بعد موته في قضاء الحاجات وكشف الكربات شرك أكبر يخرج من ملة الإسلام، سواء كان ذلك عند قبره أم بعيدًا عنه، كأن يقول يا رسول الله اشفني أو رُدَّ غائبي أو نحو ذلك.


اللجنة الدائمة





حكم السجود على المقابر والذبح



السؤال: ما حكم السجود على المقابر والذبح عليها؟




الجواب: السجود على المقابر والذبح عليها وثنية جاهلية وشرك أكبر، فإن كلاً منهما عبادة والعبادة لا تكون إلاَّ لله وحده، فمن صرفها لغير الله فهو مشرك. قال تعالى: } قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ { [الأنعام: 162، 163]. وقال تعالى: } إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ { [الكوثر: 1، 2]. إلى غير هذا من الآيات الدالة على أن السجود والذبح عبادة، وأن صرفهما لغير الله شرك، ولا شك أن قصد الإنسان إلى المقابر للسجود عليها أو الذبح عندها، إنما هو لإعظامها وإجلالها بالسجود والقرابين التي تُذبح أو تُنحر عندها، روى مسلم في حديث طويل في باب تحريم الذبح لغير الله تعالى ولعن فاعله، عن علي بن أبي طالب t قال فيه: حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع كلمات: «لعن الله من ذبح لغير الله، لعن الله من لعن والديه، لعن الله من آوى محدثًا، لعن الله من غير منار الأرض» .




وروى أبو داود في سننه من طريق ثابت بن الضحاك t قال: نذر رجل أن ينحر إبلاً ببوانة فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد؟» قالوا: لا، فقال: «فهل كان فيها عيد من أعيادهم؟» قالوا: لا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أوف بنذرك فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله» . فدل ما ذكر على لعن من ذبح لغير الله، وعلى تحريم الذبح في مكان يعظم فيه غير الله من وثن أو قبر، أو كان فيه اجتماع لأهل الجاهلية اعتادوه وإن قصد بذلك وجه الله. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه.


اللجنة الدائمة





الذبح لغير الله شرك أكبر



السؤال: التقرب بذبح الخرفان في أضرحة الأولياء الصالحين ما زال موجودًا في عشيرتي.. نهيتُ عنه لكنهم لم يزدادوا إلا عنادًا. قلت لهم: إنه إشراك بالله. قالوا: نحن نعبد الله حق عبادته. لكن ما ذنبنا إن زرنا أولياءه وقلنا لله في تضرعاتنا: «بحق وليك الصالح فلان... اشفنا أو أبعد عنا الكرب الفلاني» قلت: ليس ديننا دين واسطة. قالوا: اتركنا وحالنا.




سؤالي: ما الحل الذي تراه صالحًا لعلاج هؤلاء؟ ماذا أعمل تجاههم؟ وكيف أحارب البدعة؟




الجواب: من المعلوم بالأدلة من الكتاب والسنة أن التقرب بالذبح لغير الله من الأولياء أو الجن أو الأصنام أو غير ذلك من المخلوقات، شرك بالله ومن أعمال الجاهلية والمشركين. قال الله عز وجل: } قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ { [الأنعام: 162، 163]. والنُّسك هو الذبح، بيَّن سبحانه في هذه الآية أن الذبح لغير الله شرك بالله كالصلاة لغير الله.




وقال تعالى: } إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ { [الكوثر: 1، 2]. أمر الله سبحانه نبيه في هذه السورة الكريمة أن يصلي لربه وينحر، خلافًا لأهل الشرك الذين يسجدون لغير الله ويذبحون لغيره. وقال تعالى: } وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ { [الإسراء: 23]. وقال سبحانه: } وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ { [البينة: 5]. والآيات في هذا المعنى كثيرة. والذبح من العبادة فيجب إخلاصه لله وحده.




وفي صحيح مسلم عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب t قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لعن الله من ذبح لغير الله» .




وأما قول القائل: «أسأل الله بحق أوليائه أو بجاه أوليائه أو بحق النبي أو بجاه النبي» ، فهذا ليس من الشرك ولكنه بدعة عند جمهور أهل العلم، ومن وسائل الشرك لأن الدعاء عبادة وكيفيته من الأمور التوقيفية ولم يثبت عن نبينا صلى الله عليه وسلم ما يدل على شرعية أو إباحة التوسل بحق أو جاه أحد من خلقه، فلا يجوز للمسلم أن يُحدث توَسُّلاً لم يشرعه الله سبحانه، لقول الله سبحانه وتعالى: } أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ { [الشورى: 21]. وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَن أحدَثَ في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» . متفق على صحته. وفي رواية لمسلم وعلقها البخاري في صحيحه جازمًا بها: «مَن عَمِل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد» . ومعنى قوله: (فهو رَد) أي مردود على صاحبه لا يُقبل.




فالواجب على أهل الإسلام التقيد بما شرعه الله، والحذر مما أحدثه الناس من البدع. أما التوسل المشروع، فهو التوسل بأسماء الله وصفاته، وبتوحيده وبالأعمال الصالحات، والإيمان بالله ورسوله، ومحبة الله ورسوله، ونحو ذلك من أعمال البر والخير. والله ولي التوفيق.





الشيخ ابن باز





حكم العلاج عند المشعوذين



السؤال: هناك فئة من الناس يعالجون بالطب الشعبي على حسب كلامهم، وحينما أتيتُ إلى أحدهم قال لي: اكتب اسمك واسم والدتك ثم راجعنا غدًا، وحينما يراجعهم الشخص يقولون له: إنَّك مصاب بكذا وكذا، وعلاجك كذا وكذا، ويقول أحدهم إنه يستعمل كلام الله في العلاج. فما رأيكم في مثل هؤلاء، وما حكم الذهاب إليهم؟




الجواب: من كان يعمل هذا الأمر في علاجه فهو دليل على أنه يستخدم الجن، ويدعي علم المغيبات، فلا يجوز العلاج عنده كما لا يجوز المجيء إليه ولا سؤاله، لقوله النبي صلى الله عليه وسلم، في هذا الجنس من الناس: «من أتى عرافًا فسأله عن شيء لم تُقبل له صلاة أربعين ليلة» . [أخرجه مسلم في صحيحه].




وثبت عنه صلى الله عليه وسلم، في عدة أحاديث النهي عن إتيان الكهان والعَّرافين والسحرة، والنهي عن سؤالهم وتصديقهم، وقال صلى الله عليه وسلم: «من أتى كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد

-صلى الله عليه وسلم»
. وكل من يدعي علم الغيب، باستعمال ضرب الحصى أو الودع أو التخطيط في الأرض، أو سؤال المريض عن اسمه واسم أمه أو اسم أقاربه، فكل ذلك دليل على أنه من العرافين والكهان الذين نهى النبي صلى الله عليه وسلم، عن سؤالهم وتصديقهم.



الشيخ ابن باز





حكم قراءة الفاتحة على القبر للميت



السؤال: هل يجوز قراءة الفاتحة أو شيء من القرآن للميت عند زيارة قبره، وهل ينفعه ذلك؟.




الجواب: ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يزور القبور، ويدعو للأموات بأدعية علَّمها أصحابه وتعلموها عنه، من ذلك: «السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنَّا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية» ، ولم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قرأ سورة من القرآن أو آيات منه للأموات مع تكرار زيارته لقبورهم، ولو كان ذلك مشروعًا لفعله، وبينه لأصحابه، رغبة في الثواب ورحمة بالأمة، وأداءً لواجب البلاغ، فإنه كما وصفه تعالى بقوله: } لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ { [التوبة: 128]. فلما لم يفعل ذلك مع وجود أسبابه، دل على أنه غير مشروع.




وقد عرف ذلك أصحابه، رضوان الله عليهم ، فاقتفوا أثره، واكتفوا بالعبرة والدعاء للأموات عند زيارتهم، ولم يثبت عنهم أنهم قرؤوا قرآنًا للأموات، فكانت القراءة لهم بدعة محدثة، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» .


اللجنة الدائمة






حكم الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم



السؤال: اعتاد بعض النَّاس الحلف بالنبي، صلى الله عليه وسلم، وأصبح الأمر عاديًا عندهم، ولا يعتقدون ذلك اعتقادًا فما حكم ذلك؟




الجواب: الحلف بالنبي، صلى الله عليه وسلم، أو غيره من المخلوقات منكر عظيم، ومن المحرمات الشركية، ولا يجوز لأحد الحلف إلا بالله وحده، وقد حكى الإمام ابن عبد البر رحمه الله الإجماع على أنه لا يجوز الحلف بغير الله. وقد صحت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بالنهي عن ذلك، وأنه من الشرك، كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم فمن كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت» .




وفي لفظ آخر: «فلا يحلف إلا بالله أو ليسكت» .




وخرج أبو داود والترمذي، بإسناد صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك» . وصحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من حلف بالأمانة فليس منا» . والأحاديث في هذا الباب كثيرة معلومة والواجب على جميع المسلمين ألا يحلفوا إلا بالله وحده، ولا يجوز لأحد أن يحلف بغير الله كائنًا من كان؛ للأحاديث المذكورة وغيرها، ويجب على من اعتاد ذلك أن يحذِّره وأن ينهى أهله وجلساءه وغيرهم عن ذلك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم «من رأي منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان» .




والحلف بغير الله من الشرك الأصغر، للحديث السابق، وقد يكون شركًا أكبر إذا قام بقلب الحالف أن هذا المحلوف به، يستحق التعظيم كما يستحقه الله، أو أنَّه يجوز أن يُعبَد مع الله، ونحو ذلك من المقاصد الكفرية.. نسأل الله أن يمن على المسلمين جميعًا بالعافية من ذلك، وأن يمنحهم الفقه في دينه، والسلامة من أسَّباب غضبه. إنه سميع قريب.


الشيخ ابن باز











via مدونة الوليد http://ift.tt/11TiSpg

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire